الكرة السماوية من بغداد إلى أوكسفورد
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_العرب العباسيين جمعوا النجوم في كرة بينما أوروبا المتخلفة تؤمن أن الشمس تدور حول الأرض ثم سرق الأوروبيون إنجازات العرب.
يدعي الأوروبيون أن كوبرنيكوس وهو الذي إكتشف مركزية الشمس وأن الأرض والكواكب تدور حولها وسجلوا هذا الإكتشاف في القرن السادس عشر ميلادي، وهم بذلك ينكرون أن هذا الإكتشاف قد سُرق من كتب العرب والمسلمين في زمن الدولة العباسية، والذين كان بالنسبة لهم مركزية الشمس أمر بديهي، وعندما أوروبا وصلت لإختراع مجسم الكرة الأرضية كان العباسيون أصحاب العصر الذهبي قد وصلوا قبلهم بقرون إلى ما هو أعظم بمراحل، حيث وصلوا إلى إختراع الكرة السماوية وبداخلها الكرة الأرضية والتي من أسمائها أيضا “كرة بغداد”.
–
والكرة السماوية هي كرة يتم تجسيد فيها ترتيب النجوم وحركتها، وتكون مماثلة لما يراه الأنسان من الأرض عندما ينظر للسماء، وفيها أيضاً نجوماً لا يراها بالعين المجردة، ويتم وضع هذه النجوم في الكرة بدقة شديدة، مع حذف للشمس القمر والكواكب لتكون الحسابات دقيقة من الناحية الأرضية مع ذكر الكواكب في حال دخولهم دائرة الخسوف، وقد وصل العلماء العباسيين لنوعين من هذه الكرة:
1) الكرة الذهبية: وهي كرة ذهبية موضوع عليها النجوم وحول الكرة حلقات مرقمة ومخخصة ليقيس بها الأنسان مكانه في الكرة الأرضية بناءاً على شكل النجم الذي يراه، مع مراعات الحركة المستمرة.
2) الكرة الكريستالية: وهي أكثر تطوراً من النوع الأول فهي عبارة عن كرة تمثل الكرة الأرضية وحولها كرة كريستالية أكبر تمثل السماء، ويتم تحديد فيهما مواقع البلاد والبحار في الكرة المعدنية التي تمثل الأرض، ومواقع النجوم مرسومة على الكرة الكريستالية، والكريستال يتيح الرؤية للأرض، ورؤية حركة الكرتين معاً وتغير المواقع.
والصورة المرفقة مع المقال هي من النوع الأول، وتعود للعصر العباسي، وهي موجودة اليوم في متحف العلوم في جامعة أوكسفورد، وكان يتم إستعمالها بكثرة في حركة الملاحة البحرية، وكذلك في تعليم علم الفلك.
وأما المخترع الحقيقي لهذا الإنجاز العظيم فهو العالم العباسي عبد الرحمن بن عمر الصوفي وذلر النجوم ومواقعها وأشكالها بشكل مفصل في كتابه “صور الكواكب الثمانية والأربعين” وهو كتاب مكتوب باللغة العربية وظهر في بغداد عام 964م، وكان كتابه بمثابة المصدر الأهم لإحداثيات النجوم لصانعي الأسطرلابات والكرات الأرضية في جميع أنحاء الدولة العباسية، وقام الغرب بترجمة كتاب الصوفي وغيروا إسمه إلى “كتاب الأبراج”، وأصبحوا لاحقاً ينكرون فضل العرب عليهم، ويسجلون إكتشافات العرب بأسماء علماء أوروبيين وهم لا يعلمون بأن العرب قد سبقوهم وقاموا بتسمية النجوم بأسماء عربية.
ويعتبر تقدم العرب والمسلمين في علم الفلك من أعظم إنجازات الدولة العباسية، والتي بذلك الأموال والطاقات لذلك، وبدأ هذا الأمر من زمن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور الذي اشتغل بنفسه في هذا العلم، وجلب من الهند كتاب “السدهانت” وهو كتاب فلكي كان باللغة السنسكريتية وأمر أبو جعفر المنصور العالم والمترجم إبراهيم الفزاري بترجمته فأصبح اسمه “السند هند”، وكان هذا الكتاب هو البداية، ودليل واضح على أن العرب لا يسرقون ولا يطمسون جهود من سبقهم، ونجح العرب لاحقا في إجتياز مسافات علمية كونية عن هذا الكتاب وتصحيحه وإثبات العلم بشكل مادي عملي وليس نظري فقط.
****** المصادر:
1) صور الكواكب الثمانية والأربعين، عبد الرحمن الصوفي
2) فلورنسا بغداد: فن النهضة والعلوم العربية، هانز بيلتينج
3) The Gold and Silver Lining, Moya carey
4) Islamicate Celestial Globes, Emilie smith
5) موسوعة تاريخ العلوم والتكنولوجيا والطب في الثقافات غير الغربية، هيلين سيلين
مواقع الكترونية