السرعة والزمن والقرآن “الجزء الثالث “
م. شعبان فحيل البوم
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_من خلال العلاقة التي تم استنتاجها في الجزء الثاني يستوجب لكي يتساوى اليوم على الأرض واليوم في السماء ان تتحرك مظهرات اليوم على الأرض بمقدار سرعة الضوء وهذا من غير الممكن حيث انه لكل مخلوق سرعته الخاصة به.
وهذا الأمر مستبعد على قدرتنا نحن كمخلوقات بشرية ولكن من باب العلم بالمقارنات لكي ندرك الأشياء ونعلمها مما يجعلنا ندرك آيات الله في هذا الكون ولهذا كانت رحمة الله لنا إذ اوصلنا اهذه العلاقة الربانية لكي ندرك ونعي معنى آية الزمن وكيف تتغير وكيف تتأثر بالسرعة؟
وما هو وقع السرعة على الزمن؟
ومن فضل الله على خلقه أنه جعل مقياس هذه العلاقة هو الذي يرتبط بمسيرة القمر بكونه أقرب الكواكب للأرض وهو كذلك القمر الوحيد الذي يرتبط دوران بالأرض وحولها، ومن حكمة الله وفضله هيأ لنا معرفة قدر مسيرة القمر في خلال شهر وتفضل علينا بأنه قد عرفنا عدة الشهور عنده إنها إثنى عشر شهرا. فعرفنا من خلالها السنة وبالتالي عرفنا من خلالها مسيرة القمر في خلال سنة واحدة ثم عرفنا مسيرته في ألف سنة…. وهذه من نعم الله على عباده.
وذهبت انا العبد لله إلى أن رسول الله صل الله عليه وسلم حين أخبرنا عن المسافة بين الأرض والسماء بأنها مسيرة خمسمائة عام لكي ندرك عرض الجنة إذا أدركنا عرض السماوات.
وكأن بي رأيت هناك توافق بين الألف سنة وخمسمئة سنة فهي كأنها تصب في هذه العلاقة الكونية، ولكونه صل الله عليه وسلم لم يحدد ماهية المسيرة وهل هي مسيرة الإنسان أم هي مسيرة شيء أخر؟
فكل عاقل في هذه الدنيا يعي معنى الدلالة الدائمة وخصائصها ويعي انه يجب ان تكون الدلالة ثابتة المعالم وغير متغيرة وقائمة إلى الأجل الذي قدر لها.. ولم اشاهد في الواقع أي دلالة أوضح من دلالة الألف سنة التي ذكرها الله في كتابه فما بالك إن خرجت هذه الدلالة من رسول مرسل من الله! يعي امتداد الدلالة وأهميتها. فما الخمسمائة والألف الا دلالتين في دلالة واحدة. ولهذا استبعدت العبد لله مسيرة الإنسان لأن مسيرته متطورة وبالتالي متغيرة عبرة الازمنة، فمسيرة الانسان من ملايين السنوات ليس كمسيرته من ألاف السنين وليس كمسيرته من مئات السنوات، وهذا ما زاد من حظوظ اختياري لمسيرة القمر عندما درست تنوع سرعة المخلوقات على الأرض، حينها زاد يقيني بأن الدلالة التي اشار إليها رسول الله هي مسيرة القمر هي نفس الدلالة التي اخدها سبحانه وتعالى كعلاقة ومعيار الزمن بين الأرض والسماء وهي الألف سنة. فكيف لا يأخذها الذي لا ينطق عن الهوى..
ومن هنا بدأت رحلتي لمعرفة المسافة بين الأرض والسماء الأولى.
فإذا كانت مسيرة القمر في ألف عام =25831347000 كيلومتر
فإن مسيرة القمر في خمسمائة عام = 12,915,673,500 كيلومتر
ولو استخدمنا هذا الرقم في حديث رسول الله لربما عرفنا الكثير عن اتساع هذا الكون ومن بين ما سنعرفه أن عرض السماء الأولى هو مسيرة ألف سنة من مسيرة القمر.
فعَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه، قَالَ:
” كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ ، فَمَرَّتْ سَحَابَةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَتَدْرُونَ مَا هَذَا ؟) ، قَالَ: قُلْنَا: السَّحَابُ ، قَالَ: (وَالْمُزْنُ) ، قُلْنَا: وَالْمُزْنُ. قَالَ:( وَالْعَنَانُ ) قَالَ : فَسَكَتْنَا ، فَقَالَ : ( هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ؟ ) ، قَالَ : قُلْنَا اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَفَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ رُكَبِهِنَّ وَأَظْلافِهِنَّ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْشُ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ ، وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ ) .صدق رسول الله )
ومع ان هذا الحديث والأحاديث الثلاثة الأخرى قد بلغتنا من اربعة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ومع ذلك يرى بعض العلماء إن هذه الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كلها أحاديث لا تثبت ولا تصح.
ومع ذلك نعذرهم ونشكر لهم اجتهادهم وعلمهم وهذا هو حال الدنيا وتطورها والذي يعجز فيها الإنسان عن إدراك ما هو ليس بزمنه فأمر الله من السماء إلى الأرض هو ما يخص الأرض وبذلك يكون قدره بنفس قدر سماء الأرض أي ألف سنة مما تعدون أي تحكمه نفس العلاقة التي وضعنا الله لنا الأرض والسماء
يقول سبحانه تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [السجدة: 5]
ويقول سبحانه وتعالي موضحا علاقة أخرى تصنع فيها السرعة قدر اليوم (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [المعارج: 4]
وهنا لو اعتبرنا ان اليوم في السماء تحكمه سرعة الضوء أو بمعنى اخر المدى اليومي لحركة الكواكب والنجوم والمجرات وامرها تحكمه سرعة الضوء فإن السرعة التي تتحرك بها الملائكة هي خمسين ضعف من سرعة الضوء وبالتالي يكون اليوم عند الله للملائة هو خمسين ضعف من اليوم الذي يحكم حركة الكواكب والنجوم والمجرات أو اليوم عند الله في امر السماء مما ينتج لنا إن اليوم عند الملائكة 50000 خمسين ألف سنة مما نعد نحن بمسيرة القمر ….
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_