قصة قصيرة “”جان سارق””
اسماء القرقني ((ليبيا))
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_جان سارق؟!! هل يعقل هذا الكلام؟!!
-هذا ماقاله الشيخ عندما اخبرته أن البيت لايوجد به سوى أنا وأنتِ وطفلنا الصغير.
يا إلهي من الذي يسرق المال من الخزانة؟ كيف يتكرر الأمر ؟! هو مديون، كيف يسدد ديونه ان استمر الحال؟!
أضاف زوجي مُعقباً عندما قرأ علامات الشك على وجهي:
-الشيخ قال أن الجان يفعلها ليفتن الناس ويزرع الخلافات ويهدم البيوت.
-صه!!
سلطت نظراتي على صغيري عندما دخل ،شعرت بالطمأنينة عندما رأيته منهمكاً في اللعب على جوالي.
سيقضي زوجي هذه الليلة في عمله ، وضعت مبلغاً من المال في الخزانة بعد أن تيقنت من خروجه ،أكاد اجزم انني سأجد المال كما هو لم ينقص منه شيء، زفرت في غضب ،هل يعقل ان يطمع بالمال الذي سنفي به دينه؟!!! ربما عاد مرة أخرى لل….لعن الله المزاج !!
عندما أتممت عد المبلغ في الصباح سرت قشعريرة هائلة في أوصالي ، بذلت جهداً كبيراً كي اتماسك ، المبلغ ناقص !!!!، خرجت فوراً إلى احد المحال القريبة وابتعت كاميرا.
جلست مساءً يعصف بي الخوف وتتقافز في عقلي الأسئلة والظنون، أنتظر عودة زوجي بفارغ الصبر ،اقرأ نشرة التعليمات الخاصة بالكاميرا وارشف من الماء المرقي رشفات متقطعة كما أمر الشيخ.
-الا تمل اللعب على جوالي ؟؟، هاته ، حان وقت نومك.
غط صغيري في النوم بسرعة ، لكنني لم اذق طعم النوم إلا عندما عاد زوجي ، قضيت الوقت قبل رجوعه اتصور ماذا سأرى في الكاميرا؟ هل سأرى الجان يتجسد في صورة معينة والعياذ بالله ام سأرى باب الخزانة وهو يفتح ويوصد لوحده؟؟؟
لم أجرؤ على مشاهدة ماسجلته الكاميرا الا يوم عطلة زوجي ، خطوت على رؤوس اصابعي ورجفة تهز بدني ، دق قلبي بعنف عندما رأيت ظلاً ضئيلاً في نهاية الممر، الصورة مشوشة في البداية بسبب نور الممر المنبثق من الخلف ، جف ريقي ونضب عندما اقترب ورأيته بوضوح.
مسكت جوالي ،قرأت العناوين في مفتاح البحث، كانت كلها العاب الكترونية: كيف تكون صاحب كنز ، خطوات الحصول على الكنز، افعل المستحيل لتحصل على الكنز.
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_