ذكريات السينما “”المرأة المجهولة غيرت مسيرة شادية الفنية “”
ذكريا السينما تستعيدها للمدار هبه محمد معين ترجمان
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_كما اعتدنا في المدار كل فترة أن نستعيد معاً ذكريات الأفلام السينمائية التي هي بحد ذاتها تقدم حكايات اليوم اخترت أن نستعيد حكاية
فيلم .. المرأة المجهـولـة الذي تم إنتاجه عام 1959م .من المعلومات التي لايعرفها أن فيلم المرأة المجهولة أقوى أفلام شادية أن شادية لم تكن مرشحة أصلا لهذا الدور ، وكان الدور في البداية هو للفنانة هند رستم وهذا كان اختيار المخرج حسن الإمام الذي كان مرشحاً لإخراج الفيلم وهو كان من أشد المحبين ،والمتحمسين لهند رستم وبدأ بالفعل بناء الديكور والتجهيز للشخصية وعمل الماكياج المقترح للبطلة وتم اختيار كمال الشناوي ليؤدي دور زوج البطلة الدكتور أحمد (الذي قام به فعلياً عماد حمدي بعد ذلك)…
في نفس كانت شادية تقوم بتصوير فيلم آخر هو فيلم الهاربة مع شكري سرحان وكاريمان وزكى رستم بنفس الاستوديو الذي سيحتضن تصوير المرأة المجهولة خاصة وأن المنتج وهو حسن رمزي, هو منتج للفيلم الثاني .
لكن حدثت بعض الخلافات بين المنتج حسن رمزي والمخرج حسن الإمام ..فانسحب حسن الإمام من تصوير الفيلم وانسحبت معه هند رستم
عندها اختار حسن رمزي المخرج محمود ذو الفقار ليقوم بإخراج الفيلم ..وبدأ البحث عن بطلة جديدة تؤدى الدور الصعب ،اقترح كمال الشناوي أن تؤدى شادية الدور ووافقه المخرج إلا أن المنتج حسن رمزي تردد في بداية الأمر لأنه اعتقد أن الدور لا يلائمها فأدوارها التي اعتادها الجمهور مختلفة خاصة أنها تظهر دائماً بدور الفتاة الدلوعة الشقية خفيفة الدم” ، ولكنه سرعان ما اقتنع ووافق على إسناد الدور لها.
ووافقت شادية على أداء الدور رغم خوفها من تقبل الجمهور لهذا النوع الجديد من الأدوار ، وتم استبدال دور كمال الشناوي في الفيلم ليكون هو البلطجي الشرير عباس أبو الدهب وتم اختيار عماد حمدي لدور الزوج الطيب في الفيلم .
وبدأ التصوير وتقمصت شادية دور السيدة العجوز لدرجة أذهلت العاملين بالفيلم حتى أن عمال الأستوديو عندما كانوا يرونها قادمة من الباب الخارجي يعرفون أي مشاهد سيتم تصويرها اليوم ..هل هي مشاهد السيدة العجوز أم المرأة الشابة؟
تم عرض الفيلم عام 1959 … وحقق نجاحا هائلا وأثنى النقاد على بطلته التي لم تتجاوز الخمس وعشرين عام آنذاك وأصبح الفيلم نقطة فارقة بالتاريخ الفني لشادية , لأنه نقلة نوعية بالنسبة للأدوار التي اعتادت لعبها
ومنذ ذلك الوقت أخذت شادية تتجه للأدوار المركبة والروايات خاصة روايات نجيب محفوظ اللص والكلاب وزقاق المدق وميرامار والطريق حتى أن نجيب محفوظ أثنى بشدة على أدائها لشخصية حميدة في زقاق المدق قائلا أنه لم يكن يتخيل حميدة أبدا أكثر من هذا وتجلت براعتها أكثر فأكثر في شيء من الخوف ونحن لانزرع الشوك.
هكذا خرج لنا الفيلم بشكله الأخير هكذا وغير في مسيرة بطلته الفنية ….هي السينما حكايات داخل حكاية ….. وإلى ذكرى سينمائية جديدة قريباً
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_