أملنا في المقاومة فقط

Read Time:2 Minute, 0 Second

إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_في كل مرة أكتب فيها عن الزعماء العرب وانتقدهم بسبب ضعفهم وتقصيرهم تجاه قضايا الامة المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، يرد علي احد الاصدقاء بالقول بكل بساطة “يا ابراهيم، هل ما زلت تأمل منهم أن يفعلوا شيئا، إنساهم، وليكن أملنا في المقاومة فقط وفي رب العالمين”…
بالطبع نحن فقدنا الامل من زمان في هؤلاء الحكام المتصهينين، ولكن لا يمكن ان ننساهم او نتجاهلهم، لانهم لا يقفون على الحياد في “قضية الرجال الشرفاء”، ولا يتركوننا في حالنا ابدا، فيعملون على إسكات صوت الحق واخماد أنفاس العزة في قلوبنا وترويض النخوة في صدورنا، ومنعنا حتى من التعبير عن التضامن مع اهلنا في غزة برفع الاعلام والكوفيات على غرار ما يفعله الجمهور في امريكا واوروبا، قائلين ان المناصرة تكون من خلال الدعاء والصلاة…
كيف ننسى هؤلاء العربان وهم يتآمرون مع الاحتلال ضد شعوبنا ويستخفون بعقولنا بادوارهم المشبوهة وتصرفاتهم المعتوهة…
فقد رأيناهم أمام مشاهد غزة المروعة وحالة الجوع القاتلة التي وصلت اليها بعض مناطق القطاع بسبب خوفهم وتخاذلهم، وهم يقومون كالمهرجين باستعراضات سخيفة عبر القاء المساعدات من طائراتهم الحربية باتجاه مناطق غزة العزة…
فحسب مراسلة القناة التركية فإن ما القته الطائرات الاردنية والمصرية والاماراتية التي كانت ترافقها طائرات استطلاع صهيونية لا يعادل حمولة شاحنة واحدة مما يصل الى الكيان الصهيوني عبر الممر البري الذي اقامته انظمة التخاذل العربي وعلى رأسها “دولة العمارات” والنظام الاردني، ولا تعادل حمولة شاحنة واحدة من الشاحنات التي تدخل عبر معبر رفح الذي يتحكم به الفرعون المصري، او شاحنة واحدة مما يدخل عبر معبر كرم ابوسالم الذي دخلت منه شاحنة “دوار النابلسي” بالامس وتم قصفها واستشهاد اكثر من ١١٢ شخصا كانوا يحاولون الحصول على كيس طحين لاطعام أطفالهم… وهذه العملية البهلوانية للعصابة العربية تؤكد أن الهدف منها استعراضي وليس انساني ابدا، لأننا نعرف أنه بامكانهم ادخال المواد الغذائية والمساعدات عبر المعابر البرية وعبر الموانيء البحرية، والإشراف على تفريغها وتوزيعها حتى لو كان ذلك بالتنسيق مع حليفهم الصهيوني، إلا ان اهدافهم لا تمت للانسانية بصلة، وصارت تتخطى الاستعراض والاستخفاف، الى الاستمتاع بمشاهد الاذلال التي توثقها عدسات التصوير على الارض وتتخللها عمليات القتل الجماعي التي تتكفل بها قوات الاحتلال النازي…
ولكن خسئتم يا عربان امريكا لان “صرماية او شبشب” الاب الذي تقطع جسده وهو يحاول الحصول على الطحين لابنائه الجوعى أطهر بملايين المرات من تيجانكم ومن نياشينكم ودمه المهدور يوزع كرامة وشرفا على قوافل جيوشكم التي لا تبرح الثكنات الا للاستعراض…
تحية اجلال لكل المقاومين ولاهل غزة الصامدين ولكل المتضامنين والمساندين وعلى رأسهم اهل اليمن الحر الوفي الامين…

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_