مقدمة كتابي على حافة العمر! 

د. إدريس القايد

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_لماذا ؟ عندما بلغتُ السبعين من العمر ؛ انتابتني مشاعر جديدة و هاجمتني أسئلة كثيرة .. كان أول هذه المشاعر هو ” الخوف” وهو خوفٌ لا مبرر له و لا يبدو انه طبيعي بحكم التغير الفسيولوجي .. كان لابد من مقاومة هذا الخوف لأنه القى على نفسي الكثير من ” الحزن”  وأحيانا ” الألم ” .. تقبلت الحزن والألم لأني ادرك اسبابهما .. لكني لم أطق الخوف .. كان عليا أن ابحث عن أسبابه و علاجه .. بالتأكيد ليس لأني وصلت” حافة العمر” و اقتربت من ” حافة القبر”   .. فهو إذاً ليس خوفاً من الموت .. لذا بدأت أحلل أسباب هذا الخوف ! و وضعت عدة أسئلة احسستُ بأنني لو أجبتُ عليها سأتخلص منه و استأنف حياتي كما هي حتى ولو تقبلت ما تبقى فيها من الحزن و الألم . .هذه الاسئلة ليس منها هل انا سعيد ام شقي ؟ فهذا السؤال لا يهم في حافة العمر  .. ولكن الاسئلة التي تهم هي :  هل كانت حياتي تستحق ؟  هل اشعر بالرضى ام باليأس .؟  هل ابطال قصتي هما الندم و الحسرة ؟ هل نجوتُ من اهوال و تجارب قاسية ؟ هل لازلت أملك ذاتي ؟ هل تحلّيت بالنزاهة بالمطلق ؟ هل تقبلت ضعفي و هواني ؟ هل تجاوزت خيبات الامل و الفرص الضائعة واختياراتي الخطأ ؟ . بالطبع الإجابة عن هذه الاسئلة ليس بالأمر اليسير اذا اراد الإنسان أن يجيب عنها بصدق و ووعي بالجوهر الحقيقي لذاته .. قد تنتهي الإجابات كلها الى انه ” لم يعد شيئاً يهم ” وهذه اجابة لا تنفع و لن تخلصنا من الخوف؛ بل قد تجعلنا نحس بأننا ” ضحية” وهو اسوأ شعور يمكن للإنسان أن يبرر به اخفاقاته .. بل علينا ان نتحمل مسؤولية اختياراتنا  … اخيراً وجدتني أقول  ” يا الله لقد استخدمتُ كل ما اعطيتني إياه حتى آتيك بقلب سليم ” .. 

ان جوهرك هو ما يتبقى في هذا العمر بعد ان تكون قد نسيت كل شيء وهو فقط ذلك الخير الذي فيك و كيف قاومت الشر الذي فيك . 

لم اتخلص من الخوف إلا بعد ان كتبت شذرات من الذاكرة فنحن صنيعة الناس من حولنا و الحوادث التي مرت بنا … لقد وجدتُ كتابة هذه المذكرات التي قد لا تهم احدٌ غيري علاجاً ذاتياً ..نعم لم أكن شخصاً مشهوراً وانما انا إنسان من عامة الناس ربما تكون حياته ضئيلة لكن تغلبت بها على خوفي ..  نشرها للناس كان اختيار صعب و لا أعوّل كثيراً أن أحداً سيقرأها .. 

ولكنك إذا شعرتَ مثلي بالخوف يوما ما  انصحك أن تكتب مذكرات حياتك لك و لك وحدك .. و يمكنك أن تجد في هذه المذكرات إلهاماً من إنسان يشبهك  .. وهي بسيطة اللغة و فيها كثير من  تعقيدات الحياة و كثير من حكايات مسلية .

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post  ظمأ
Next post الشِّعْــر