مدينة الديستوبيا
كريمة أحمد
مسكونةٌ أنا
بتلك المدينة الصاخبة
والأقاصيص القديمة
من فيض عطاءات الأمهات
وبشائر قدوم الجدات..
مسكونةٌ أنا بأفواج
القادمين إليها
يتكئون على ظلال الحنين
وشجى النهارات الرحيمة
مسكونةٌ هي بتلك الفتنة
فتنة النور تفقأ عين العتمة
تُمطرُ سحائبها أزاهير الحب
فينبتُ الزهر في كهوف الصمت
تُترجم تمردها إلى أغنيات..
مسكونة هي بالبوح
والعشق فيها سرمدي
تركل رسل الشر
تعقر ناقة الجلاد
تتوضأ بساقية الإنتماء
وتعزف لحن البقاء..
مسكونةٌ أنا
بتلك المدائن..
التي هزمت الموت
وانتصرت بالحياة
مدينةٌ
تسكُنني كما الروح
أتنفسُها
رغم غربة الشقاء..
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_