الروهينغا بين الهجرة للسجون أو الموت
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ قبل حوالي خمسة عقود، استقبلت المملكة العربية السعودية عشرات الآلاف من الأقلية المسلمة “الروهينغا”، بعد تعرضهم للاضطهاد في بلدهم، ميانمار. لكن، مع صدور بعض القرارات في المملكة مؤخرا، يجد قسم كبير منهم أحد خيارين: سجون السعودية أو مذابح بلادهم.في الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أطلقت وزارة الداخلية السعودية خطة لمراقبة ما وصفتهم بالمهاجرين العاملين غير الشرعيين. وبدأ تنفيذ الخطة تحت عنوان: “وطن بدون مغتربين غير شرعيين”، مع منحهم مدة ستة أشهر للعودة إلى بلدانهم الأصلية دون تغريمهم.في الوقت الراهن، يعيش ما لا يقل عن 250 ألف من أفراد هذه الأقلية في المملكة، وفقا للمركز الروهينغي الإعلامي، الذي يساعد أبناء الروهينغا في السعودية. حصل حوالي 60 في المئة منهم على بطاقات هوية خاصة تتيح لهم السفر والعمل في البلاد.ونظرا لتعرضهم للاضطهاد في بلدهم، حتى الوقت الحالي، فإن الروهينغا غير المسجلين يجدون أنفسهم في مأزق أمام خيارين: إما السجون السعودية، أو العودة إلى بلدهم الذي لا يعترف بهم.في هذا السياق، تضيء صحيفة “هآرتس على الموضوع عبر قصة الشاب حنيف حسن، 25 عاما، الذي ينتمي إلى أقلية الروهينغا، ويعيش في المملكة العربية السعودية حاليا. حسن بلا عمل منذ أكثر من عامين، ولم يغادر بيته منذ شهر تقريبا، خوفا من تعرضه للاعتقال.بدأت قصة الشاب عندما غادر ميانمار عام 2012، وقطع الحدود باتجاه بنغلادش برفقة 15 شخصا من الروهينغا. من العاصمة داكار، هرب حسن برفقة خمسة رجال وامرأتين. وصلوا إلى السعودية على متن طائرة حاملين جوازات سفر من بنغلادش.في المطار، صادر رجل جوازات سفرهم، (هو شريك الرجل الذي منحهم إياها في بنغلادش)، غير آبه بتوسلاتهم ألا يفعل ذلك، واعدا بإعادتها لاحقا.بعد عمله لفترة وجيزة في مكتبة محلية، دون تصريح عمل، برفقة ثمانية آخرين من بلاده، بدأت الشرطة تتردد على المكان للتفتيش عن بطاقات “الإقامة”، ما يعرض صاحب العمل لغرامة كبيرة، ويعرض العاملين لخطر التوقيف والسجن. وتهدف السلطات إلى القبض على المهاجرين “غير الشرعيين”، ضمن خطة تهدف لتخفيض نسبة البطالة، الأمر الذي يعد جزءا من “الرؤية السعودية 2030″، التي وضعها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.وبعد عدة محاولات باسترجاع جواز سفره، فقد حسن الأمل بذلك، وبالتالي، يعتبر وجوده في المملكة “غير قانوني”، فيما يستبعد العودة إلى بلاده حيث تنتظره المجازر.في ظل هذه الأوضاع، حيث يعيش عدد كبير، حوالي 150 ألفا، من الروهينغا بلا بطاقات هوية أو تصاريح عمل في المملكة، يُضطر الرجال إلى الجلوس في منازلهم، فيما تعمل النساء والفتيات لكسب رزقهن. من جهة أخرى، تقدر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 600 ألفا من الروهينغا هربوا من ميانمار منذ آب/أغسطس الماضي، ويعتبرون بلا جنسية وبلا وطن. كما يعيش حوالي 10 في المائة من عديمي الجنسية في العالم فى ميانمار لوحدها، والمسلمون في راخين هم أكبر مجتمع عديم الجنسية في العالم، وفقا لما ذكرته المفوضية في تقرير حول راخين.
يورونيوز