معاني كبيرة وخطيرة لزيارة وزير خارجية تركيا للدوحة

عدنان الروسان

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ زيارة وزير خارجية تركيا الى الدوحة يوم أمس تحمل معان كبيرة و وخطيرة ، و يبدو أن اسرائيل بفشلها في ميدان غزة و استمرار تلقيها لضربات المقاومة دون توقف و ارتفاع الخسائر و أعداد القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي ، ثم دخول ايران على خط المواجهة ، ثم الرفض القاطع من قيادة حركة حماس لكل المقترحات الإسرائيلية التي تسعى لتحرير الرهائن بالخدع التفاوضية ، كل ذلك دفع باسرائيل على الصعيدين الشعبي و الرسمي ان تلجأ للتعصب الأعمى و الوقوع في أسوا مواقع الغباء و الغرور و نحن هنا لا نشتم بل نصف ما يحدث و سنفصل قليلا…
اسرائيل و حينما وجدت نفسها في حالة عجز كامل بدأت توجه التهديدات لقطر و تحرض على قطر في الإعلام و على المستوى السياسي ، رجال في مجلس الشيوخ و مجلس النواب وقفوا مع اسرائيل في هذه الحملة ضد قطر ، الإعلام الإسرائيلي استنفر كل صحفه و شاشاته ليبث الكراهية ضد قطر و حتى ضد أمير قطر شخصيا ، على التلفزيون الإسرائيلي الرسمي ، يقول تسفيكا مور والد أحد الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس ” يجب القيام بتفجيرات في قطر كما ان على الولايات المتحدة ان تخرج قاعدتها العسكرية من هناك حتى تكون قطر ضعيفة و يسهل تخريبها و يقول لابد من القيام باغتيالات ضد أفرادالعائلة الحاكمة في قطر ، و حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي قال علنا و بصورة رسمية أن على قطر ان تطرد قادة حماس من الدوحة و انه سيقوم بحملة اغتيالات ضد اولئك القادة اينما كانوا ، هل نستطيع أن نقول مثل هذا الكلام عن اسرائيل دون ان نتعرض للعقاب .
تركيا و التي تتعرض لحملة شيطنة هائلة من قبل كتاب الدعسة العربية السريعة و من ابطال التطبيع العربي و شيوخ السلاطين و كل اولئك الذين يشيطنون أي جهد تركي او ايراني لم يشيروا و لو اشارة عابرة عن تقاعس النظام الرسمي العربي في نصرة عرب غزة و مسلمي غزة و نساء غزة بل ان معظمهم اشادوا باسقاط الطائرات و الصواريخ الإيرانية المتوجهة لضرب اسرائيل لأن تلك الطائرات و الصواريخ ليست طائرات تحرير بل طائرات مشروع فارسي..
ماعلينا …
نعود لتركيا أ يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد استشعر أن هناك ما يحاك في الخفاء من مؤامرة للإطاحة بحماس و قياداتها و بالموقف التركي و لو كان شديد التحفظ و يواجه انتقادات واسعة في العالم العربي على الصعيد الشعبي ، و لذلك أوفد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الى قطر في أدق لحظة ، و قد قابل فيدان اسماعيل هنية لتقديم التعازي باسم الرئيس و الشعب التركي باستشهاد ابناءه و أحفاده كما قابل رئيس الوزراء القطري و شاهدنا المؤتمر الصحفي للوزير التركي و المضيف القطري و ما قاله رئيس وزراء قطر يجب ان لا يمر دون تدقيق و تمحيص فهو موقف لا يمكن أن يكون عفويا بل نابع من قراءة استراتيجية و ربما سنشهد قرارات غير متوقعة في عاجل الأيام.

  • اسرائيل تضغط باتجاه أن تطرد الدوحة قيادات حماس فيلجئون الى مصر و يكونون في الحضن الإسرائيلي بصورة أو بأخرى و تزداد عليهم الضغوط فيقبلون بأي تسوية.
  • قطر تخرج من المعادلة و قد صرح رئيس الوزراء القطري يوم أمس ( سنعيد تقييم دور الوساطة لأننا نتعرض لهجمات من سياسيين لأسباب انتخابية ضيقة ) .
  • الوزير التركي قال انه بحث العلاقات الثنائية مع قطر و وصفها بالمتميزة كما انه بحث سبل التعاون العسكري ( مهم هذا التصريح).
    أردوغان قال في كلمة ألقاها باجتماع نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان إن حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي حركة تحرر ومجموعة مجاهدين تكافح من أجل حماية وتحرير أرضها وشعبها و قد تعرض اردوغان لهجوم شديد للغاية من قبل الحكومة الإسرائيلية و بعض الوزراء الأوروبيين ، و قد اشار الرئيس التركي الى أنه سيقابل اسماعيل هنية قريبا و سيتخذ مواقف و يعلم ان هذه المواقف لها ثمن و انه مستعد لدفع هذا الثمن ، كما هدد اسرائيل صراحة بأنها ستدفع أثمانا باهظة اذا حاولت اغتيال قيادات من حماس في تركيا.
    في التوقعات و بناء على ما سمعناه في العلن وما سمعناه من تسريبات غير منشورة في الإعلام فان قطر قد تعلن عن انسحابها من الوساطة بين اسرائيل و حماس قرار قابل للرجوع عنه بحسب ردود الأفعال الأمريكية و الدولية ، و سيتسبب هكذا قرار في حالة من الياس في المحافل الدولية ، و على عكس ما يحلم الإسرائيليون به فإن قيادة حماس اذا ما وجدت ان عليها المغادرة من الدوحة للتخفيف من الضغوط على الحكومة القطرية فلن تذهب الى القاهرة بكل تأكيد بل الى اسطنبول ، و هنا ستدخل تركيا على خط تحد كبير و ستنهار المفاوضات و سيتغير شكل المشهد الحالي .
    تقارب ايراني تركي قد يكون على الأبواب اذا لم تلجم الولايات المتحدة اسرائيل و تهديداتها و ايران جادة ربما في اغتنام الفرصة لتغيير قواعد اللعبة و ضرب حزب الله لإسرائيل يوم أمس و لأول مرة ضربة قوية اعترفت اسرائيل فيها بمقتل و جرح 18 جنديا و ضابطا واحد من مؤشرات تدحرج ولو بطيء في شكل الصراع في المنطقة ، و يبدو ان كثيرا من الأمور بدأت بالتشكل بالفعل ، و الموقف التركي الذي سيعلن قريبا هو وضع قواعد تركية كبيرة في الدوحة اذا ما تطور الأمر الى تخلي الولايات المتحدة عن دورها الإقليمي ( و هذا مستبعد) في حماية دولة قطر من التهديدات الإسرائيلية.
    اذن هنية الى اسطنبول خلال ايام ، و قطر قد تنسحب من دور الوسيط ، و تركيا ستغير موقفها مما يجري لأجل تقديم الحماية لقادة الحركة ، و ايران قد تصعد من خلال حزب الله و اسرائيل لن تضرب ايران لأن الأمريكيين و الأوروبيين اخبروها ان ذلك خطير جدا.
    في الأردن ليس لنا دور محوري فيما يجري فقد تخلينا طواعية عن ذلك الدور منذ زمن بعيد لكن من الحصافة ان نعيد تقييم الموقف السياسي برمته مما يجري و أن نكف عن النظر الى الأحداث من منظار امني داخلي فحسب فاسرائيل لا تحترم لا حليف و لا صديق و لا جار و خارطة الأردن كجزء من اسرائيل ما تزال محفورة بذاكرة الأردنيين و لن تمحوها الأيام .

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post هل المنطقة فعلا” على شفير الهاوية ؟؟؟
Next post الثورجية خارج غزة