مساءاتٌ ربيعيةٌ
صفوح صادق شاعر من فلسطين
في المساءاتِ الربيعيةِ
يتنفّسُ البردُ المهاجر
وأحلامنا لاتجدُ لها مخبأً
في صفحاتِ ذكرياتنا
فالوقتُ إنكسارٌ
لرؤى عالمٍ قديمٍ
تبحَّرت فيهِ المسافاتُ
فلا ماءٌ منسكبٌ
على جدرانِ المستحيلِ
يتسرَّبُ منه العرقُ
ومن مساماتِ القلقِ
هناكَ سرابُ حُلُمٍ
تتلاشى خيوطُهُ
حينَ رُسمت على الورقِ
عندما تفضُ دموعُ الحكايةُ
يقبضُ الشوقُ على آخرِ القطراتِ
حينها يفضحُ النبضُ
مسارَ الأُغنياتِ الهاربةِ
في وضحِ النهارِ
نحوَ جدارِ العُزلةِ متَّكأً
على آخرِ الزفراتِ
متحوِّلاً شيئاً فشيئاً إلى سراب
في المساءاتِ الربيعيةِ
لا ضجيجَ يُثارُ
الروحُ سكنتْ ظِلَّ الشمسِ
وأورقتْ وفاحَ عطرها
مُمَسَّكاً كأنهُ من ريحِ الجَنَّةِ
لا لونَ له ولا طعمَ
لكنَّ أريجهُ تجلَّى في صورةِ أمرأةٍ
عاتبت الريحَ حينَ فقدت ظلَّها
وهي تبوحُ للمساءِ
هيَ قافلةٌ فقدت طريقها
حينَ أصبحَ ضوءُ القمرِ خافتاً
لا يُرى منهُ سوى هزيمِ الريحِ
في المساءاتِ الربيعيةِ
وعلى قارعةِ الزمنِ
ننتظرُ عابرَ سبيلٍ
يُرشدُنا إلى دربٍ
تلاقتْ فيهِ عيونُنا
المطفأةِ برمادِ الأيامِ
وعلى دروبٍ غريبةٍ يلفُّها صمتٌ
يعبثُ بأجفانِ الشمسِ
تراني وحيداً أُقبِّلُ صمتي المتراكمِ
على شفاهِ الحكاياتِ.
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_