مذكرات رفات
بقلم الشاعر المهندس سعود علي ناجي
مِتنـا فَنــاءً فالـردى يتســاءلُ
و رفـاتنا تشكـو العداء تُباهـلُ
قد اسكتوا تحت الركام عتابَنا
خوفا على نزر العروبة يخجلُ
واستهدفوا أَنّـاةَ جوعٍ أُخمِدت
حَذراً فقد يَثِبُ الأنيـنُ يقاتلُ
وهناك في الأجداث بَعثٌ بَعدَنا
موتى الضمائر للحساب جحافلُ
قد قام فيهم خاطبٌ أحصاهمُ
بالإسـم ، منهم خائنٌ أو غافلُ
و أنا أرانــي لـم أمت .. لكنني
اشكو خيانة إخوتي و أجادلُ
و مَثلتُ في ساح القيامة مٌدَّعٍ
ورأيت أفـواج الضحايـا تنسِـلُ
و الكـل يشكــو قَتلـةً و تآمــراً
فالوزر نــارٌ إذ تشيـــر دلائــلُ
عاثَ الغــزاةُ بأرضنـا شكواهـمُ
و بنو النظيرِ و قينقـاعُ تطاولوا
صَمدَ الجميع برغم وابل قصفهم
والعُرب باعـوا أرضَنـا و تنازلوا
و تداولوا بدماءنـا فاستُرخِصت
و رَضوا هنا بدم الطفـولة يُبذلُ
ورصَدتُ في جَمع الخيـانة نادماً
يبدو بســيماء الملـــوك مبجّـلُ
يُلقـي عليه اللـومَ جمعٌ حولـه
والكل من حمل الجريرة مُثقلُ
فيهِ الأنا و الرأس منه مهطعاً
يرجــو الإلـــه بجُرمــهِ يتذلـلُ
و تذرَّعَ الأعـراب فـي حكامهم
فأتى النداء كـلُّ عليــمٍ يُسـألُ
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_