الروح المبتورة
كريمة أحمد. ليبيا
تنكمشُ الروح في زاوية العتمة
وحيدةً تُرتق ما بقي لها من حياة
توغلُ في عروق العجز
تُعيد صياغة الألم على وقع السكون
تُلملم شتات الرجوع
في مخبأ العزلة
تفترش سجادة التضرع
وتتلو صلوات اللهفة
ها هي وذلك القلب
كقديسٍ يتراكم عليه الشقاء
مُقيدٌ بأصفاد عتيقة
غارقٌ في عتمته الباهتة
يَجبُر كسراً دامياً
يوقف نزيفاً راعفاً
مضرجٌ بالحنين عند محراب الإنتظار
غائرٌ في أوجاعه المكتومة
يُقلمها بصبر اليقين
بينما يقضم اليأس عمره على مهل
مبتورةٌ هي الروح
…………………
تُقاوم حشود البغتة
بالتناجي
تصفعُ صفاقة الكآبة
تُخفي ذاتها في الهروب
محملةٌ بالندوب
تتوسد الأنين العاصف
وتنشد الخلاص من ذنب الاغتراب
في منأى من الجميع
يقودها الخطو الثقيل
للاعتراف والتسليم
تراتيلُها تُسجي الليل الواجم
وتُذكي جمر الدمع الساجم
تُغازل نجماً ينبثقُ من جوف الظُلمة
ينداح بالرجاء في غياهب اليأس
يُضيئ ما انطفأ فيها من ضياء السكينة
تتطهر بقطرات الوجد
ليُطفئ حريقها الداخلي المقدس
تتوهج حولها شموس القبول
وسط أكوام الهشاشة تسمو نحو الخلود
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_