إشكاليات في ترحيل اللاجئين من ألمانيا
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ في مخيم للاجئين في بافاريا قتل طالب لجوء أفغاني طفلا في الخامسة من عمره. طالب اللجوء هذا كان مسجونا ورغم ذلك لم يتم ترحيله من ألمانيا، رغم المطالبات بترحيل اللاجئين المدانين، فما هي اسباب عدم ترحيل من رفضت طلبات لجوئهم؟ في بلدة أرنشفنغ البافارية، طعن طالب لجوء أفغاني طفلا، في الخامسة من عمره، بالسكين حتى الموت في مخيم للاجئين. والدة الطفل هي الأخرى تعرضت إلى إصابات بليغة. وشهد أخ الضحية( 6 أعوام) هذه المأساة، فيما لقي الفاعل مصرعه برصاص الشرطة. حتى الأن، لازالت دوافع الحادث وتفاصيله غير واضحة. لكن تقارير أشارت إلى أن القاتل مدان من قبل ويحمل سوارا إلكترونيا.من مجرم إلى طالب لجوء!في عام 2005، قدم طالب اللجوء المدان إلى ألمانيا بتأشيرة قانونية. وكان يعيش مع أسرته في شقة بمدينة ميونخ جنوب ألمانيا. في عام 2009 حُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات وعشرة أشهر. والسبب هو: إضرامه النار بشكل متعمد في الشقة التي كان يقطنها.وقررت السلطات في ميونيخ ترحيل الشاب الأفغاني في 13 من يوليو/تموز 2011 ، لكنه تمكن من أن يحمي نفسه من الترحيل. فأثناء وجوده في السجن، تقدم بطلب لجوء لدى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.لهذا لم يتم ترحيله من ألمانيا رفض المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين طلب لجوء المدان الأفغاني، إلا أن المحكمة الإدارية العليا في ميونخ منعت ترحيل طالب اللجوء إلى بلده. ولم “يتم ترحيل المجرم المدان إلى أفغانستان”، حسب بيرند ميزوفيش من منظمة “برو أزول”.ووفقا لوزارة الداخلية البافارية، فإن المحكمة الإدارية العليا في ميونيخ، أوقفت قرار الترحيل. وتم تبرير ذلك بأن طالب اللجوء الأفغاني، اعتنق المسيحية ما سيجعل حياته في خطر في حال عودته إلى أفغانستان. ليحصل الشاب الأفغاني على وثيقة تسمح له بالإقامة المؤقتة .ماذا تعني وثيقة السماح بالإقامة المؤقتة؟بحسب القانون الألماني، فإن ما يعرف بوثيقة”دولدونغ”، تعلّق ترحيل اللاجئ، حتى لو صدر قرار بضرورة مغادرته ألمانيا. نظرياُ كل أجنبي مهدد بالترحيل من ألمانيا، إذا ما اقترف أعمالا إجرامية. وعلى الصعيد العملي، توجد عوائق كثيرة تمنع ترحيل طالبي اللجوء المدانين. من بينها عدم استقبال بلادهم لهم وهناك بعض الحالات التي يكون فيها نقص في الأوراق الثبوتية. وفي هذه الحالة تسعى السطات الألمانية للحصول على وثائق بديلة، الأمر الذي ربما يستغرق وقتا طويلا.وما يعيق عمليات الترحيل أيضا، الحروب وحالات المرض الشديد التي لا يمكن علاجها في بلد طالب اللجوء، فضلا عن بعض الحالات التي يكون فيها الترحيل خطرا على طالب اللجوء بسبب معتقده الديني، تماما كحال الشاب الأفغاني.رغم ان اللاجئ المدان لم يتم ترحيله، لكنه بقي يعيش في نزل اللاجئين. فما هو السبب؟ هذا التساؤل طرحه ميزوفيتش من منظمة “برو أزول” مضيفا بالقول” لماذا يسكن شخص بشكل عادي في مأوى للاجئين، بعد أن قضى عقوبة طويلة في السجن ولازال يُعتبر لدى السلطات شخصا خطيراً؟”. أمور كثيرة لازالت مبهمة في قضية اللاجئ الأفغاني، لكن المؤكد أن الشاب الأفغاني خرج من السجن في عام يناير/كانون الثاني 2015. ومُنع من التواصل مع بعض الأشخاص من بينهم زوجته السابقة، ولم يكن من المسموح له مغادرة منطقة التي يعيش فيها، بل وفُرض عليه ارتداء سوار الكتروني.ترحيل اللاجئين المدانين؟ويرى ميزوفيتش أن حالات اللجوء يحب أن تدرس بشكل فردي، مؤكدا أن” هناك حالات يكون فيها منع الترحيل واضحا “. إذ من غير الممكن ترحيل شخص، مهدد بالتعذيب أو الإعدام في بلده ويضيف ميزوفيتش بالقول” تمنعنا اتفاقيات حقوق الإنسان الأوروبية من أن نرحل شخصا إلى بلدان تمارس التعذيب وتطبق عقوبة الإعدام” علما أنه من الممكن ترحيل اللاجئين المدانين، في حال تقديم البلد المستقبل لهم ضمانات بعدم إعدامهم، والاكتفاء بسجنهم واتخاذ الإجراءات القانونية الملائمة.