بيان توقف
الشاعرة. سميرة البوزيدي ((ليبيا))
مادامت هذه البلاد بنصف رئة وبكامل هذا التردي، وبوهم الحريات
احتج على كل شيء على البيت القديم الذي يكاد يسقط علينا في الحروب الفجائية وصراعات أصحاب المصالح، التي نحن عظامها وحطبها ، على العمل وهو يقتل الشغف ويربي الضغينة ويزرع السكاكين وراء الظهر، على الشوارع وهي تختنق بالغبار والحديد،
على الاحلام وهي تتبخر كأنها لم تكن!
سأتوقف عن الكتابة الميتة التي تتنفس في الإختناق والتي قُصًت أجنحتها بمقص الحريات المفقودة!
أنجزت أكثر من عشرة كتب مابين شعر وقراءات، ترجمت نصوصي الى الانجليزية والفرنسية والايطالية والبلغارية والآمازيغية وقريبا الى الكردية،
تكتب حاليا دراسات ماجستير ودكتوراة حول تجربتي.
ولكنني أقول لكم في لحظة هذه الحرية الخرقاء أن هذا كله هراء وهروكة مجيدة، الشعر كذبة كبرى هروب مفضوح في هذه البيئة المتردية، تحليق على الارض وقد عم الفساد فيها .
الكتابة وسط هذه الفوضى والتلوث والمرض والموت السهل والفقر وعدم الأمان، مغامرة سوداء وخديعة للنفس، وتغطية على كم المجارير في حياتنا اليومية!
وعلى الفاقة والبؤس، والتفرج على الأدعياء وهم يتصدرون واقع الحال ويغرفون مالايستطيعون حمله الى قبورهم الوشيكة.
وعلى ضيمة العزيز والعفيف
وإنزواء الحقيقي، وعلى غيبة الحق وشيوع الباطل!
اترك الكتابة وكل ماحققته عبرها، اتنصل وأتبرأ منها ومنكم ومن البلاد وحتى من نفسي!
اترك الأقلام، والكتب التي لم تطبع والمنابر التي انفرد بها الغوغاء
اترك لكم الجمل بما حمل .
فهم لايبصرون
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_