ربما أنا
هدى الغول (( ليبيا))
سيارةُ صغيرة
تخرج الأغاني
من نوافذها
تُغرق العالم
حين مرورها
ربما أنا
دوحةٌ
تضم قبيلةً
من السعادين
لا تنهي العصا
التي تهشها
تلك الضوضاء
الناتئة منها
ربما أنا
نهرٌ يفيض
كلما لمسته
جلدةُ ناعمة
ربما أنا
طائرٌ لا يعي
فلسفةَ الرحيل
إلا عندما
مرته
رصاصةٌ طائشة
ربما أنا
يمٌ يعج
بالمراكبِ وأصواتِ
الصيادين
موجاته القرب
والبعاد
ربما أنا
وردةٌ
طيّرت الريحُ
بتلاتها
يتناثر عطرُها
فوق التلة
لا تضيرها
فكرة الخريف
ربما أنا
وادٍ مهول
يغريك
فيه شرف
المغامرة
ربما أنا
عمارةٌ خالية
من ساكنيها
اُقتلعت أبوابَها
والشبابيك
تسكنها الأشباح
ربما أنا
ركن قصي
في مقهى
يغص بمواعيد
الانتظار
ربما أنا
ألسنةُ حالِ
القلوب
المبثوثة
في الآهات
ربما أنا
محطةٌ غيبت
ملامحَها
كثرة العابرين
ربما أنا
مكتبةُ حيٍ
شعبي
آهلة بالعناكب
ربما أنا
شفقٌ يأتي
ويفل مسرعًا
دون أن يدرك
أحدًا كثافة
ضوئه الخفيف
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_