أزمة كورونا وتأثيرها طويل الأمد على الشعوب الأفريقية
محمد الظفير محرر الشؤن الافريقية
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_لبني يونس تقصل تأثير كورونا طويل الامد علي الشعوب الافريقية
كانت جائحة كورونا (COVID-19) تحديًا عالميًا، ولكن تأثيرها على الشعوب الأفريقية كان فريدًا ومعقدًا. على الرغم من أن القارة سجلت معدلات إصابة ووفيات أقل نسبيًا مقارنة ببعض المناطق الأخرى في العالم، إلا أن التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والصحية كانت عميقة وطويلة الأمد.هذا وقد .تسبب تفشي فيروس كورونا في انكماش الاقتصاد الأفريقي بشكل ملحوظ. العديد من الدول الأفريقية تعتمد بشكل كبير على تصدير المواد الخام والسياحة والتحويلات المالية من الخارج. ومع القيود المفروضة على السفر وإغلاق الحدود، شهدت هذه القطاعات تراجعًا كبيرًا. بالإضافة إلى ذلك، أدى انخفاض الطلب العالمي على المواد الخام إلى تراجع أسعارها، مما أثر سلبًا على اقتصادات الدول المصدرة,
كما أدت القيود المفروضة على الحركة والنشاط الاقتصادي إلى فقدان العديد من الناس لوظائفهم، مما زاد من معدلات البطالة والفقر. في كثير من الدول الأفريقية، يشكل العمل غير الرسمي جزءًا كبيرًا من الاقتصاد، ومع فرض القيود الصحية، تعطلت سبل عيش الملايين وتدهور الأوضاع الإنسانية حتى يومنا هذا, كما لاحظنا في عدد كبير من الدول وقعت ضحية هشاشة البنية التحتية وعلى الرغم من أن معدلات الإصابة لم تكن مرتفعة كما في بعض المناطق الأخرى، إلا أن النظم الصحية في أفريقيا تعرضت لضغط كبير. نقص المعدات الطبية، والقدرات المحدودة للرعاية الصحية، وعدم توفر اللقاحات بسرعة كافية جعل التعامل مع الجائحة تحديًا كبيرًا ,تأثرت رعاية المرضى المصابين بأمراض مزمنة مثل الإيدز والملاريا والسل بسبب التركيز الكبير على مكافحة فيروس كورونا. هذا التحول في الموارد أدى إلى تراجع في البرامج الصحية الأساسية وزيادة في معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة, ولم تستثني الجائحة الحياة الاجتماعية ,
تسبب إغلاق المدارس لفترات طويلة في تعطيل التعليم لملايين الأطفال الأفارقة. في بعض المناطق، كان من الصعب تنفيذ التعلم عن بعد بسبب نقص البنية التحتية التقنية والاتصال بالإنترنت. هذه الانقطاعات في التعليم يمكن أن يكون لها تأثير طويل الأمد على الأجيال القادمة من حيث الفرص الاقتصادية والتنمية البشرية, كما أن القيود المفروضة على الحركة وتأثيرات الجائحة على الاقتصاد أثرت على سلاسل التوريد الغذائية، مما زاد من معدلات انعدام الأمن الغذائي. العديد من الأسر الأفريقية تعاني من نقص في الغذاء بسبب فقدان الدخل وارتفاع أسعار المواد الغذائية.وفي محاولات جادة من عدة دول للتعافي ومواجهة التحديات المستقبلية للتعافي ,
بدأت بعض الدول الأفريقية في تنفيذ برامج تحفيز اقتصادي لدعم الأعمال الصغيرة والمتوسطة وتوفير الدعم المالي للأسر المتضررة. هذه الجهود تهدف إلى إعادة تنشيط الاقتصاد وتقليل الفقر.
الدروس القاسية من الجائحة دفعت العديد من الدول الأفريقية إلى التفكير في تعزيز نظمها الصحية لتكون أكثر مرونة في مواجهة الأوبئة المستقبلية. الاستثمار في البنية التحتية الصحية وتدريب العاملين في المجال الصحي يعتبران من الأولويات.
كانت جائحة كورونا تحديًا هائلًا للعالم بأسره، ولكن تأثيرها على الشعوب الأفريقية كان مميزًا من حيث النطاق والتعقيد. بينما تتعافى الدول الأفريقية من آثار الجائحة، فإن التركيز على التعافي الاقتصادي، وتعزيز النظم الصحية، وضمان الأمن الغذائي سيكون حاسمًا لضمان مستقبل مستدام ومزدهر للشعوب الأفريقية.
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_