ماذا بعد

Read Time:2 Minute, 21 Second

إبراهيم عطا _ كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_وماذا بعد؟
اذا كنا أنا و أنت كعرب او مسلمين لم نحرك ساكنا تجاه ما يحدث لاهلنا في قطاع غزة من مجازر مروعة وقتل وتجويع بحجة اننا نشعر بالضعف والعجز وقلة الحيلة، فماذا عن الحاكم العربي والمسلم الذي يقودنا ويحمينا من اعدائنا؟ هل فكرت بمواقفه السلبية التي تجعله يقف عاجزا ولا تتحرك بداخله ذرة نخوة لوضع حد لماكينة القتل الصهيونية او حتى لإدخال المساعدات الانسانية…
وهل هو بالفعل عاجز مثلي ومثلك أم انه متواطيء فعلي مع مجرم الحرب النتن ياهو، ومن خلفهما الادارة الامريكية ومعظم دول الحقد الصليبية، في محاولة يائسة بائسة للقضاء على المقاومة الفلسطينية الصامدة الباسلة؟
انا وانت نبرر مواقفنا بالحديث عن شعورنا بالضعف والتقصير تجاه ما يحدث من ابادة لاهلنا في غزة ونرده الى هذه الانظمة المتخاذلة التي تعمل على لجم انسانيتنا وترويض شرفنا ومبادئنا كي تتماشى مع مصالحهم ومصالح اسيادهم، أما حكامنا فيستمر البعض بصمته الشيطاني بينما البعض الاخر يكرر اسطوانته المشروخة التي تررد التصريحات الفارغة حول ضرورة وقف الحرب واهمية ادخال المواد الغذائية،…
فمنذ بدأت الحرب على غزة وهذه الانظمة تعول على قوة وجبروت “مستعمرة اسرائيل” وبطشها لسحق المقاومة الفلسطينية خلال أيام او اسابيع لا أكثر، ولكن عندما مضى الشهر الأول ولم ينجز العدو مهمته المرجوة منحوه شهرا اخرا وآخر، تعمد خلالها الى قتل الاف المدنيين على أمل أن يدب الفزع واليأس في صفوف اهل غزة الصامدين، الا ان النتيجة كانت معاكسة، لذلك اعطوه مدة اضافية استغلها في ضرب المستشفيات والمدارس وارتكاب ابشع المجازر بحق المواطنين الابرياء، معتقدا انه بذلك يضغط على رجال المقاومة وقادتها كي يستسلموا، ولكن ذلك لم يجدي نفعا، فطلب منهم المجرم الصهيوني ثلاثة أشهر ليختبر التجويع وقصف مدارس الاونروا التي تأوي الاف النازحين والتهجير والترويع، ولاقت الفكرة المساندة والدعم السريع من الغربي المنافق ومن العربي المطيع الذي طلب منهم أن يقوم بمسرحية بطولية تتمثل في القاء الطعام فوق اجواء القطاع، الا أن عمليات التجويع وارتكاب المجازر اليومية لم تؤت بالثمار المرجوة، بل زادت من تمسك الشعب بالمقاومة ومن التضامن الشعبي الدولي مع القضية الفلسطينية ومن عزلة الكيان المجرم، فطلبت الإدارة الامريكية منه التفاوض على هدنة او هدن تحت نيران القصف العنيف بشرط التقليل من عدد القتلى من النساء والاطفال كفرصة اخيرة للقضاء على المقاومة او الحصول على تنازلات مهمة في المفاوضات…
ومرت ثلاثة أشهر اضافية واكثر ليتفاجيء القريب قبل الغريب بان المقاومة ما زالت بعافيتها وانها تدير بشكل يومي العمليات النوعية وتقصف المستوطنات الصهيونية، وزادت وتيرة ضربات جبهات المساندة من قبل المقاومة اللبنانية ومن الاراضي اليمنية التي ضربت أعماق تل أبيب بمسيرة يافا التكتيكية، بينما زاد معدل التخبط بين مختلف الفئات والدوائر الصهيونية واتسعت الانقسامات السياسية والعسكرية….
اذن، نحن امام مشهد تصاعدي في المواجهة مع العدو وأمام صمود لم يشهد التاريخ مثيلا له على مر العصور والازمان، بالرغم من كل هذه التضحيات الجسام وبالرغم من التآمر العربي والخذلان، ولكن فماذا بعد؟…هل انتهت المهل العربية-الغربية للشيطان الصهيوني كي يتخلص من المقاومة الفلسطينية ام هناك ما بعد؟
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post مبدع من بلادي_سلام أبو زهرة
Next post تَتوِيج التلميذتَين “جود رجب بلقاسم” و”حبيبة مصباح اللفيع” بالتّرتيب الأوّل بمبادرة تحدِّي القِراءة العَربي في ليبيا