السلطةالتي لا سلطة لها

Read Time:2 Minute, 22 Second

إبراهيم عطا……كاتب فلسطيني

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_ في كل مرة كنت انتقد فيها ما يسمى بالسلطة الفلسطينية ودكتاتورها العديم الشرعية كنت أشعر بنوع من تأنيب النفس ومن المسؤولية، ليس ندما على ما قلته، ولكن لاني لا اريد ان تتحول بوصلتنا من مقاومة الاحتلال الصهيوني الى الخلافات الجانبية، إلا ان هذه السلطة، التي لا سلطة لها الا على ابناء شعبها من المقاومين، تصر على علاقاتها مع سلطات الاحتلال الصهيونية وعمليات التنسيق الامني لتنفيذ الاغتيالات والاعتقالات اليومية….
ومع كل هجوم واجتياح صهيوني لمدن ومخيمات الضفة الغربية حيث تتواجد مقرات وقيادات هذه السلطة، يعود التساؤل بين اوساط شعبنا الفلسطيني عن دور قوات الأمن التابعة لهذه السلطة على الارض وفي الميدان، خاصة عندما يقوم الاحتلال باجتياح المناطق المصنفة (ا) والتي تخضع امنيا وادارايا بشكل كامل للسلطة الفلسطينية، وتنفذ عمليات اغتيال للمقاومين وتدمير للمحال والبيوت امام أعين عناصر أمنها والمسؤولين…
فقبل هذه العملية الصهيونية الواسعة والمستمرة في شمال الضفة والتي ادت حتى الان الى استشهاد حوالي عشرين فلسطينيا وتضرر اكثر من ١٠٠ منزل وتدمير الشوارع وامدادات المياه والكهرباء في مخيمات نور شمس وجنين (لاجئين من اراضي ٤٨)، كان الطيران الصهيوني قد اغار على احد المنازل وقتل مجموعة من المقاومين، وفي تلك الاثناء كانت قطعان المستوطنين تهاجم القرى الفلسطينية وتقتل فلسطينيا وتجرح اخرين تحت غطاء وحماية مباشرة من جنود الاحتلال، ولكن لم نر أي تحرك لقوات السلطة وامنها ومخابراتها…
اذن من حق شعبنا أن يسأل عن هذه السلطة وعن دورها ودور قواتها ومسؤوليها في صراعنا المحتدم مع الاحتلال؟ وهل علينا الاقتناع بما يقدمه المحللون من تبريرات بالقول انها مقيدة ببنود اتفاقيات اوسلو وبشروط التنسيق الامني مع الاحتلال، وانها بذلك تحافظ على ما تبقى من الاراضي الفلسطينية الغير مصادرة لبناء المزيد المستوطنات…
اعرف أن السلطة الفلسطينية ليست فقط محمود وحسين وماجد وانتصار، وأن فيها الكثير من الشرفاء من رجال امن وموظفين وسفراء ممن يتألمون مع سقوط كل شهيد ويبكون على واقعنا الأليم صباحا ومساء، ويعملون بكل نزاهة واخلاص من اجل التحرر من هذا الاحتلال والخلاص…
انا كنت قد قررت فعلا ألا انتقد السلطة الفلسطينية ودكتاتورها خاصة في هذه الايام الصعبة والحاسمة من معركة طوفان الاقصى، إلا أن السيل بلغ الزبى، ولم يعد يمكنني أن احترام من يكذب على شعبي بعد كل جريمة يرتكبها الصهاينة بالقول انه أوقف التنسيق الامني ويهدد بسحب الاعتراف بهذا الكيان المجرم فقط لذر الرماد في العيون…
وهذا الامر ينطبق ايضا على الانظمة المتصهينة، حيث طلب مني بعض الاصدقاء أن اخفف من كلامي تجاه الحكام الخونة والعملاء بحجة ان قوانين دولنا لا تتهاون مع اهانة الملوك والرؤساء، ولكني اسالهم الا تقر هذه القوانين نفسها عقوبة الاعدام بحق كل من يخون الوطن وامانة الشهداء؟، فماذا يريدون مني أن أقول عن ملوك وحكام يتعاونون مع المجرمين الصهاينة بقتل ابناء شعبي وحصارهم وتجويعهم، هل أصفهم بالابطال وبقادة النصر والتحرير واشبههم بالناصر صلاح الدين…
تحية اجلال لابطال المقاومة الشرفاء والرحمة لكل الشهداء في غزة وفي الضفة وعلى كل الجبهات والخزي والعار لكل ذليل وعميل باع نفسه وشرفه مقابل كرسيه او حفنة من الدولارات… .

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post حروف إسمك دواء
Next post WordCamp US 2024 Schedule Released: Get Ready for the Event!