العيون والرحيل

أ. د سليمة مسعودي ((الجزائر))

تغيم العيون إذا ما استبد بها في الرحيل ضباب الوداع..
تغيم طويلا..
غماما كثيفا …كثيفا كقلب المساء…

كما في سماء البراري.. نغرد خارج اسرابنا..
ونهيء أجنحة الشوق للطيران المفاجئ…
ما بين أضلاعنا تتمطى الجراح…
ويصاعد الوجد.شيئا فشيئا ليبلغ فينا مقام العياء…
ونخفي وراء العيون ..
جراح الوداع وشوق اللقاء…
وروح البقاء البقاء..
نربي باعشاش أرواحنا ما استطعنا… فراخ التجلد…
يا طائر الصبر إنا… نريدك… عنقاء.. عنقاء..
تنقذنا من ليالي… باردة في الشتاء…

ويأتي المساء سربعا..
حثيثا يجن المساء..
ويوما فيوما… كمهرة حلم… سريعا تمر الليالي..
وتعبر أيامنا.. خلسة.. كشعاع من الضوء في غلس الوقت..
لا شيء يبقى سوى ما ذخرنا من الذكريات سلالا…
نعتقها في الخوابي لبرد الخواء…

فكيف سأقنع قلبي..
بأنك بعد قليل قليل..
تغادر يا ابن دمي.. وابن قلبي وعيني وروحي …
وتتركني كالخريف بأشجار عارية في أقاصي الفراغ المهول.. صحارى تربي الهباء..

في البلاد البعيدة… حيث القطارات تأتي وتمضي..
والسحاب الكثيف يلون وجه السماء طويلا..
يثير مع خفقة الريح..رغبتنا في البكاء.
هنالك حيث الطيور تقيم…وتنسج اعشاشها… في الأعالي ..
وتكبت رغبتها في الغناء..
هنالك حيث الشوارع صمت…مقيم
وحيث الحدائق تأوي الحيارى…
وتعكس أنهارها ما يجيش بصمت الوحيدين والغرباء..
ولا من نداء ينادي…ولا من نداء…

وغرفة فرد وحيد..غريب..
بلا أي دفء..ولا أي صوت..ولا ضحكات.
..و لا قطط ..لا مساءات حوش وتسلية. .
.أو صباحات شرفة ضوء وحب..
..بلا أي شيء…
تذكر.. و أنت ترى صورتي في المياه…
وتسمع صوتي مع الريح..
و أنت تراني بقلبك في كل شيء.. ..
وأنت تخبئ عنك الحقائب..
و أنت تعود نفسك كيف تعيش وحيدا..
بأنك أم لأمك..
أنك والد أمك ..
أخ وصديق…ودفء حبيب ..
وأنك في قلبها فرح عامر..غامر..في شساعة قلب المدى اللانهائي… عمق المجرات..أكبر مما تسعه السماء…

شبكة المدار الإعللمية الأزروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post WordCamp US 2024 Schedule Released: Get Ready for the Event!
Next post أوراقي القديمة