بريد الأرواح

كريمة أحمد

ذات مساء بعيد بعيد ، أبعد مما تطال ذاكرة الحبر .، وأبعد من أنفاس الصباح الكسول ومن أحلام حوريات السماء ومن مواسم حصادات الذرة ومن مواجد السُمّار كلها.، عرفتك عند أول شهقةٍ للبوح والتقطتُ تردُدات النبض على مشجب الروح.،
وكما تعرف البيوت أطيافَ ساكِنيها وأعشاشُ البلابل
أجنحةِ من تحويها ، كالارض التي تعرف الذين يحصون الخُطى نحو مواقيت اللهفةِ والنداء
عرفتُك

وبينما كُنتَ تتقمصُ كلُّ الفصول، تُراقب العالم من كُوّةٍ صغيرة من نافذتك البائسة

مررتُ من جانبك صدفةً كنسمة شتاء فرت من صقيع الاغتراب لتُلقي السلام على درويش القصائد
القابع في قلب مدينةٍ منسية يقرأ بملل جرائد المساء الباهتة.

نافذتكً تلك يا عزيزي
،، كانت خاويةً من بهجة الاندهاش
تُطلُ على الخواء هرِمت فيها ذاكرة الاغنيات وتصلبت فيها أغصان زهر الياسمين الخجول ، اعترتني رغبةٌ محمومة لازرع بين حوافها وردةً زنبق حمراء ولتكون رسول السلام ما بين ذاكرة الاغتراب ولهفة الانتماء
وهكذا كان .

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post أوراقي القديمة
Next post استنفار أمني في مطلر زافتيم