قف في عدن فهناك  نوفمبر وصدق الإنتماء

Read Time:3 Minute, 27 Second

*الساحر الجحافي

قف في عدن….
واقرأ هنالك
ما تشاء ولا تشاء
من الحكاياتِ التي
خطَّ الرجال سطورَها
بدموعِهم….  ودمائِهم
وجراحِهم وكفاحِهم وسلاحِهم
وحقيقةِ  الايمان في  أرواحهم
وعراقةِالماضي وصدقِ الانتماء

قف في عدن.
فهنالك *إكتوبر*
                 تدونه متون الانبياء
وهناك *نوفمبر*
             تترجمه شروح الأولياء
هناك تبدوا لوحة الوطن المخبئ
                   في عيون الاتقياء
وهناك تاريخُ المدينة
ليس تُكتب بالمدادِ حروفُـه
      ُ                       بل بالدماء

هناك…………….في قلب العظيمة
تجد التحدي والكرامة والعزيمة
تجدُالمآذنُ
مثل أعمدة الحدائق
              في الأساطير القديمة
وهناك  يبدو  كل  شيءٍ  ممكناً
                             إلا الهزيمة

  قف في عدن …
  واغرف بكل أَكُفِّ روحك
  سلسبيلِ الحرفِ
  من شعرِ “الفحول”
  واسمع تراتيل الغناء تصوغه
  لحناً خرافيَّ الفصول
  مدينة”ٍ
  عجن الإله
ُ  رجالَها……..وجبالَها
  ونسيمها…ونساءَها
  وشبابَها…….وقبابَها
  وديارَها…وصغارها
  من تربة الفردوس لا هذا التراب

سلِّمْ على بحر العرب
واقرأ تواريخَ المدينةِ كلها
من نظرةٍ أو وقفة ٍصغرى
على مجرى صهاريج الجدود
عدن ُالتي اختارت طريق الماء
منذ الركعة الأولى بمحراب الخلود
فتعانقت فيها:
المنارةُ والحضارةُ
والثقافة ُوالخلافةُ
والقداسةُ والسياسة ُوالكياسةُ
وهي حاضرةُ الجنوب
وهي انطلاقُ الضوءِ
في إيقونة الحلم ِالجنوبي الكبير
عدن التي رفضت وترفض أن تساوم
عدن التي كانت ومازالت برغبتها تقاوم
كالفل والمشموم في كل المواسم

قف في عدن…
وانظر إلى أنقى الحواري
(في كريتر) و (المعلا)
فهناك تمتزج الحداثةُ
وسط تاريخٍ حضاريٍّ تجلّى
وهناك
تزدحم الطريق بكل ألوان الحياة
في “الساحل الذهبي”
حيث الرمل عَشَّاق المدينة لم يزل…
يفتح ذراعيهِ ويدعوللمحبة والسكينة
هناك
حيث جبين (صيرة) شامخاً منذ الأزل
بل حيثما المجد اكتمل
تجد المعالم والملاحم ..
والبساطة والمحبة والأمل

قف في عدن …
للعيش في تلك المدينة – ياصديقي – نكهةٌ
كنكهة (الشاي المُلبَّن) في مقاهيها العتاق
وكريحة البحر الذي يدعو الأحبة للعناق
كالفاتناتِ المعجَباتِ بحسنهن َّفي(جولد مور)
كروائح الكعك الزكيةِ في حواري (البنجسار)
وكذكريات تنهمر فرحاً
على لسن العجائز كابتسامات العروس
وكسحر مايسكُبنَهُ عن مكرُمات (العيدروس)
وثباتِ أهل الله في وجه النصارى والمجوس
وكا لمناضل والنضالِ
وكيف كانوا كالجبالَ
بل كيف زفّوا كل مافيهم لأحفادٍ
على عتباتهم
كُسرت أهازيج الجهالةِ والضلال !
عدن البداية والمآل
وهي العذوبةُ والبساطةُ والجمال
وهي الرجولةُ والرجال

قف يا صديقي في عدن…
واعبر شوارعَها ببطءٍ  واتزان..
فلكل شبرٍ في المدينة
قصةٌ أخرى وذاكرةٌ تصان
ولكل منعطفٍ لسان…
أنصتْ فقط…
واحفظ أحاديثَ المكانْ…
في “الشيخ”..وسط “الخورِ”
في “منصورة الاحرارِ”
في “عمران ِ”
في “توّاهي الأمجاد”
في وسط “البريقا”ِ
في الجبال وفي الرمال وفي  الهضاب
عدنُ الكتابةُوالكتابْ…
عدنٌ
إلمسافات القريبة والبعيدة
والعتيدة والعنيدة
عدن الرواياتُ
القديمةُ والجديدةُ
وُالأغاني والقصيدةُ
وهي صمامُ العقيدة
والوطن

قف ياصديقي في عدن
في كل شبرٍ
في الشوارعُ …والجوامعُ
والمجالس …..والمدارسُ
والمنابر…………ُوالمعابرُ
والمطاعم………ُوالمعالمُ
وأبتسم
لمدينةٍ تتنفسُ الصعداءَ
رغم الحرب ….والحمل الثقيل
إصعد ل(صيرة)
حيث تُبدو للعيانِ جليةً
َذكرى “الجنوبيين” والماضي الأصيل
هي لم تكن أبداً مجردَ  قلعةًً
بل شحنةٌ أزليةٌ من عزةٍ
تمتد من جيلٍ لجيل
وهناك
-أعني في المدينة كلها-
كل الرجال مسلحون
بعلمِهم…. وبصبرِهم
وثباتِهم ….وإبائِهم
وشموخهِم
كشموخِ أعناقِ النخيل

قف يا صديقي في عدن …
واسرق لنا بعضًا من الفل المُسَقى
في روابي حوطة السلطان في لحج الجمال
سَلِّمْ على التاريخِ في مهد الحضارةوالجلال
سلِّمْ علىِ(صبر) التي
حلّت معاني الصّبّرفي جنباتها والإحتمال
سلم على الأطفال والشبان والشيبان
فيها والرجال
سلم على الفتياتِ في كل الحواري الراقية
سلّم على اخلاقهن
فإنهن وانها مثل الندى والساقية
سلم على صفو المكارم والكرام
سلم على اهلي بها
والرمل والشطآن واكتب في الغمام:
لها السلام
سلِّم على كل الجنوب
واحكي لها
أني بحضرة سحرها
ساويت صمتي والكلام
سلم على مهوى القلوب
وعلى رفاقي والشوارع والدروب وبحرنا والبر
واضحك للشروق وللغروب
سلِّم على كل الجنوب
واحكي لها أني لطهر ترابها
سطرت سلمي والحروب
وإنني
عن عصر غيمات الحروف
لحلمها بالغيث يوما لن اتوب *
——————————————
———-
*القصيدة سارت على نهج قصيدة للشاعر (العاطفي)مقتفية أثرها وتقسيماتها ومتضمنة أبيات منها…..*

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post PVDA راضية عن الاستطلاع: “العديد من سكان أنتويرب يريدون التغيير”
Next post انخفاض في عدد طالبي اللجوء ببلجيكا