الغلطة المكلفة

ابراهيم عطا كاتب فلسطيني

اذا كانت غلطة الشاطر بالف فان غلطة حزب الله بعشرين ألف، لان ما وقع قبل يومين من تفجير لاجهزة الاتصال بأيدي اعضاء في الحزب المعروف عنه باليقظة والحذر الدائم، قد يكون الاختراق الامني والاستخباراتي الاكبر في تاريخه، حيث غطى على كل الهفوات السابقة ومنها اغتيال كبار المسؤولين وعلى رأسهم فؤاد شكر، ولن تغطي عليها عملية قصف الضاحية الجنوبية لبيروت قبل قليل والمجزرة المرتكبة لاغتيال القيادي الكبير ابراهيم عقيل. ولا يخفى على احد ان لهذا العدو شركاء كثر في الجريمة وعلى رأسهم الولايات المتحدة الإرهابية التي تم ابلاغها بساعة الصفر لتنفيذ العملية لان التفاصيل كانت لديهم مسبقا، بالاضافة الى العديد من الدول والشركات والأفراد الضالعين بهذه المجزرة الغير مسبوقة والتي ستتكشف خيوطها يوما بعد يوم…
نعم، انه إختراق كبير جدا ونتجت عنه ضربة موجعة وخسائر فادحة ولكن كما قال السيد حسن نصرالله بالامس هي جزء من هذا المسار ومن هذه المعركة، ولن تهز المقاومة ولا بيئتها الحاضنة، ولكن علينا أن نعترف بانها هزتنا واقلقتنا كثيرا ليس على الحزب القوي والمتماسك، انما على دولنا ومؤسساتنا وعلى مستقبل اولادنا ايضا…

ونستنتج منها ما يلي:

أولا: لا بد أن يكون الدرس من هذا الاختراق بحجم هذه الغلطة المكلفة لانه لم يعد لدينا ادنى شك من أن من يستطيع القيام بهذا العمل الخبيث (اليهود) ويصل الى اجهزة الاتصال لحزب الله قد يصل الى كل ما نستورده من اجهزة وادوات والى كل ما نستهلكه من مأكل ومشرب ويتلاعب بصحتنا ومصير اجيالنا القادمة…

ثانيا: هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الاخيرة لمثل هذه الاختراقات، فما زلنا نتذكر كيف تم كشف اجهزة تجسس إسرائيلية مركبة في بعض الطائرات المقاتلة التي استوردتها دولنا من الغرب، لذلك نتساءل ما الذي يمنعهم من القيام بجرائمهم عبر الصفقات الكثيرة الموقعة مؤخرا مع الولايات المتحدة الارهابية او مع دول صديقة للكيان الصهيوني، مثل صفقة الصواريخ التي وقعها العراق مع كوريا الجنوبية مؤخرا، وكيف لنا أن نثق بالاجهزة والمعدات والاسلحة وحتى السيارات وقطع الاثاث التي نستوردها من كوريا الجنوبية ومن اليابان ومن الدول الاوروبية…

ثالثا: لا نذيع سرا إن قلنا انهم يتحكمون ببلد المنشأ للكثير من البضائع والمنتجات التي تصل الى اسواقنا ومنها ما يأتينا من الاردن والامارات وهولندا وبولندا وغيرها، ومن المؤكد انهم يقومون بتسجيل الاف الشركات الوهمية في غرف التجارة والصناعة في دولنا، ويرسلون العشرات من عملاء الموساد على شاكلة كريستيانا بارسوني (الإيطالية صاحبة شركة “باك” الوهمية في المجر والتي قامت بتصنيع اجهزة البايجر للحزب) لتوقيع عقود واتفاقيات واغراء حكوماتنا ببعض الاستثمارات…

رابعا: من حقنا ان نتساءل ايضا ما الذي يمنعهم من التلاعب بمكونات المنتجات الغذائية التي تصل الى اسواقنا من خلال إضافة مواد مسرطنة ومسممة واخرى قد تسبب العقم أو تتحكم في هرمونات الرجولة لدى شبابنا، وربما تعمل على تخفيض مستوى محفزات الشهامة والكرامة لدى شباب العرب بعدما تمت السيطرة على الحكام، وبالنهاية إضعاف ردة فعلنا تجاه ما يحدث لاهلنا في غزة وفلسطين من مجازر يومية وانتهاك لاهم المقدسات الاسلامية…

وفي النهاية نتوجه بتحية تقدير واحترام للمقاومة ولكل المقاومين ولكل جبهات المساندة التي تتحمل هذا الكم الهائل من التضحيات من أجل وقف الحرب الصهيوامريكية على اهلنا في غزة…
وجمعة طيبة لكل الاحبة…ابو انس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post الهجرة: خص مجلس أوروبا بلجيكا بإدارة الاستقبال
Next post أطفال الحرب