أطفال الحرب

اعداد دكتور هشام عوكل

أهلاً بكم في سلسلة من “حكاية في دقيقة”، حيث نختبر قسوة الواقع ونغوص في تفاصيله الموجعة. موضوعنا اليوم: أطفال الحرب، هؤلاء الصغار الذين يعيشون في عالم ملتهب كأنهم في كابوس لا ينتهي.

أطفال في أعمار الزهور، لكنهم بلا طفولة، يطاردهم شبح الحروب في كل زاوية. ينامون على أصوات القذائف، ويستيقظون على أخبار الموت والدمار. مدارسهم تحولت إلى أنقاض، ملاعبهم إلى ساحات معارك، وأحلامهم أضحت رماداً.

هل سمعتم بنكتة المجتمع الدولي الذي “يستنكر” و”يندد”؟ نعم، أطفال الحرب قد سمعوا، لكنهم لا يعرفون ما تعني، لأنهم مشغولون في محاولة النجاة يوماً آخر، في عالم تبدو فيه الحياة الطبيعية رفاهية لا يمكن تحقيقها.

هؤلاء الأطفال يحملون دمىً من نوع خاص، دمى من الخوف والقلق. ليتهم يعرفون عن القصص الخيالية، سوى تلك التي يروونها لأنفسهم لكي يفروا من واقعهم القاسي.

وللأسف، في عالم يوفر فيه البعض الأسلحة أكثر من الكتب، باتت البراءة هدفاً سهلاً للقنابل والصواريخ. أليس من العار أن يتعلم الأطفال العدّ على أصابعهم من خلال إحصاء عدد الأقارب الذين فقدوهم؟

إذن، بينما يعيش العالم بسخرية تحت مظلة القرارات الجوفاء، يبقى السؤال: متى نرى هؤلاء الصغار كأطفال يستحقون الحياة والأمل؟ وهل سنستمر في التظاهر بأن أشلاء براءتهم لا تصرخ في ضمائرنا؟

“حكاية في دقيقة”. نراكم في حلقة حكاية اخرى ، على أمل أن يحمل الغد بصيص أمل لهؤلاء الصغار ولو كان الأمل مثل الحلم بعيد المنال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post الغلطة المكلفة
Next post برنارد كليرفيت يدافع عن صوفي روهوني بعد أن مزقت استدعاءها الانتخابي