عملية الكأس وأسرارها في بلجيكا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_في خطوة حاسمة لتسليط الضوء على الانتهاكات الجنسية المرتكبة من قبل رجال الدين الكاثوليك في بلجيكا، تتجه الأطراف المشاركة في مفاوضات الائتلاف الفيدرالي نحو الموافقة على تشكيل لجنة برلمانية جديدة للتحقيق.
هذه اللجنة مهمتها ستكون وبشكل خاص التركيز على التحقيق في مخالفات محتملة متعلقة بـ”عملية الكأس”، وهو التحقيق الجنائي الجاري حول الاعتداءات الجنسية في الكنيسة!.
تأتي هذه الخطوة بعد الجدل الذي أثاره الفيلم الوثائقي “Godvergeten” (نسيه الله) الذي بثته شبكة VRT الفلمنكية، حيث سلط الضوء على الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها رجال الدين في بلجيكا.
ويبدو أن هذا الوثائقي قد لعب دورًا محوريًا في دفع الأطراف السياسية إلى المطالبة بمزيد من التحقيقات، مما يعزز من احتمالية تشكيل هذه اللجنة قريبًا.
التركيز على عملية الكأس
لجنة التحقيق الجديدة ستركز على ما إذا كانت هناك مخالفات خلال سير تحقيق “عملية الكأس”، الذي يُعد من أهم التحقيقات الجنائية المتعلقة بالاعتداءات الجنسية على الأطفال داخل الكنيسة الكاثوليكية في بلجيكا.
جاءت التوصية بتشكيل لجنة جديدة من بين 137 توصية قدمتها لجنة التحقيق الفيدرالية السابقة في الربيع الماضي. وفي أبريل، أصدر المجلس الأعلى للقضاء تقريرًا نقديًا حول “عملية الكأس”، مشيرًا إلى وجود “مؤشرات” على ممارسة الكنيسة لضغوط على القضاء، وكذلك وجود خلافات بين بعض القضاة المشاركين في التحقيق.
تأخير النقاش بسبب الانتخابات
رغم إصدار تقرير المجلس الأعلى للقضاء، إلا أن النقاش حوله في البرلمان لم يتم بعد. النائبة القومية الفلمنكية، صوفي دي ويت، أكدت في تصريح لبرنامج “De Ochtend” على راديو VRT أن التقرير يحتوي على توصيات مهمة، لكنه لم يُناقش بعمق بسبب انشغال البرلمان بالتحضير للانتخابات.
وأوضحت دي ويت أن اللجنة الجديدة ستمكن البرلمان من الاستماع إلى شهادات من القضاء وأطراف أخرى متورطة، مؤكدةً أن التحقيقات الجارية قد تواجه بعض التحديات المتعلقة بسرية التحقيقات الجنائية.
دعم واسع لتشكيل اللجنة
بجانب الأحزاب الخمسة المشاركة في محادثات الائتلاف الفيدرالي، أعلنت أحزاب أخرى، بما في ذلك الليبراليون الفلمنكيون والخضر الفلمنكيون والفرنكوفونيون، والاشتراكيون الفرنكوفونيون، دعمهم لتشكيل هذه اللجنة. ومع هذا الدعم الواسع، يبدو أن تشكيل اللجنة بات مسألة وقت لا أكثر.
خاتمة
بينما تزداد الضغوط من أجل كشف الحقائق المتعلقة بالاعتداءات الجنسية في الكنيسة، يأمل الكثيرون أن تكشف “عملية الكأس” عن خفايا لم تُكشف بعد، وأن تُحقق العدالة للضحايا الذين طال انتظارهم.
وكالات