ومضات من ذاكرة الوطن ((2)) المرحوم فتحي عبدالجليل الدرسي..في الذكرى التاسعة لرحيله
إعداد وتجميع..م. عبدالسلام بن مسعود -مكتب باريس
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ومضات من ذاكرة الوطن اكتبها وهي لا ترقى ان تكون عمل توثيقي متكامل بقدر ماهي إلا إضاءة على هامش تاريخ بلدى (( ليبيا)) عبر شخصيات ليبية معاصرة منم من رحل ومنهم من تقدمت به السن ولكن حتى لا يطويهم النسيان وتبقى اسماءهم حية في ذاكرة الاجيال. لا يطالها التحويل والتعديل حسب الحاجة او ما تقتضيه الضرورة.
ستكون الومضات معلومات عن هؤلاء الرموز في ذاكرة ليبيا لكل من عرفهم عن قرب او عمل معهم او من الوهم.
ومهما ذكرت من أسماء ورموز من خلال ما بحثت او من خلال ذويهم يبقى هذا العمل ناقصا مالم يشارك فيه الجميع بدون استثناء في لمسة وفاء لهؤلاء من رحل منهم ومن هو لايزال على قيد الحياة..
كتبت عنه كريمته
((تمر غدا الذكرى التاسعة لوفاة الوالد فتحي عبد الجليل، الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته يارب العالمين.
فتحي عبد الجليل ..الله يرحمك يا أبي .
اللهم اغفر له وارحمه وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله واسكنه الفردوس الأعلى مع الصديقين والصالحين .. اللهم انك اخترته لجوارك فكن به رحيما .. اللهم أحسن متقبله واكرم نزله واجعله من الذين تستبشر الجنة باستقبالهم …
فتحي عبد الجليل عبد الواحد مواليد المرج 1943م من قبيلة الدرسة العريقة ، عاش وترعرع ودرج طفلاً في ربوع الجبل الأخضر ، درس الابتدائية في مدرسة البياضة الشهيرة بعد أن أتم تعليمه الأول في ” الكتاب وحفظ القران الكريم ” ، ألتحق بحركة الكشفية يافعاً وكان من رفاقه آنذاك أبن عمته الأستاذ صالح عمر الفرجاني وصديق شبابه بشير مبارك ، عمل إدارياً بوزارة المعارف والسكرتير الشخصي لرئيس الجامعة الإسلامية في المملكة الليبية المتحدة بالبيضاء تاركاً أمه وأخته الوحيدة في مدينة المرج ، متنقلاً مع نهاية كل أسبوع بين البيضاء والمرج محملاً بالهدايا والهبات لكل من يعرفه وتشتاق إليه نفسه الطاهرة وفي 23 فبراير 1963 وفي رمضان حدث زلزال المرج الشهير ، وأنتقل نهائيا مع أمه وأخته إلى مدينة البيضاء وأستقر بها إلى لحظة وفاته .
عمل في الجامعة الإسلامية حتى قيام ثورة 1969م ، أنتدب مع بداية 1970م ليعمل في وزارة الصحة ومساعد لمدير مستشفى الثورة المعروف محمد محمد المفتي آنذاك .
وفي عام 1971 م وفيما كان يعمل بمستشفى البيضاء ، كان ممن عبروا صراحة عن انتقاداتهم لبعض الأفكار السياسية آنذاك ، واقتحمت منزله المباحث العامة وسجن لمدة عام تقريبا ، وقدم لغرفة الاتهام بعد عام وأفرج عنه عام 1973م
وكان بعد ذلك أن كلف بالعمل بالإتحاد الاشتراكي ،، حتى عام 1977م ، وقيام الجماهيرية في ذلك الوقت وقيام المؤتمرات واللجان الشعبية ، أستمر الوالد موظفاً في التعليم ومنتدباً أداريا في قاعة الحرية حتى قيام ثورة 17 فبراير ، عندها لزم بيته إلى أن صرعه المرض اللعين
توفي 18-8- 2015م رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه .))
**أ. خيرية فتحي عبدالجليل الدرسي
وكتب عنه الاستاذ ((عبدالعزيز عيسى الدرسي)) هذه السطور في ذكراه التاسعة.
المرحوم الحاج فتحي عبد الجليل الدرسي، رحمه الله.. من لا يعرف هذه الشخصية الرائعة من مدينة البيضاء صاحب الكلمات المتوازنة والصوت الملفت للنظر، واللغة المتماسكة والقوية، عرفناه منذ السبعينات ونحن أطفال صغار ونحن نستمع إلى الحفلات والمناسبات الوطنية ونرى هذا الرجل على المنبر يقدم بصوته وأدائه الرائع، ثم تعرفنا عليه في مرحلة شبابنا وهو في العمل الشعبي، لا تستطيع أن تقول عنه إلا نِعم الرجل المتواضع العصامي الشريف الشهم الهادئ المحبوب ذو السيرة والسمعه الطيبه، عاش نزيهًا شريفًا أمينًا مخلصًا ومات كذلك، سيرته الذاتية كبيرة جدًا لرجل عملاق في مجال عمله، نتذكره للدعاء له بالرحمة والمغفرة.
رحم الله الاستاذ فتحي عبدالجليل الدرسي الذي ترك بصمة. لا تنسي في تاريخ ليبيا المعاصر.
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_