افتراضي

Read Time:1 Minute, 17 Second

أ. خيرية فتحي عبدالجليل

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_يعلمني قراءة أخرى للصورة، قراءة تأملية، أستنبط من كل لون حكاية، في كل زاوية تنبجس قصة وتولد أسطورة، يطلب مني قلب كل صورة إلى لوحة مرسومة بقلم رصاص كي تسهل قراءتها لمبتدئة مثلي.

يدفع بتطبيق جديد يقوم بتحويل الصور إلى لوحات زيتية مرسومة، يرسله إلى بريدي الإلكتروني، يطلب مني تجربته، لديه الجديد كل يوم، تطبيقاته البرمجية لا تنتهي ومواقعه عن الصور لا حدود لها، يناور ويراهن على ذكائي عند كل مساحة غموض في الصورة، وقعتُ في حبه بكل قوتي، صرت أشتاق إليه حد البكاء وانتظر لقاءه بفارغ الصبر ، وصار يهتم بتفاصيلي الصغيرة ويتقبل كل حكاياتي و طفولتي، نزقي ورعونتي ، خذلاني ، إنتصاراتي واخفاقاتي لقد بات ذلك البعيد يتمدد على حياتي في كل مرة يطل من الطرف الأخر عبر منصات التواصل الإجتماعي المختلفة .

يطلب مني أن أستعد للقاء به ، يشترط أن أرتدي فستاناً وردياً ولا أضع مكياجاً أو زينة على وجهي إلا الكحل ، يطلبه كحلاً عربياً مرسوماً حول عيناي بكثافة معينة يحددها وعندما لا يجد ذلك يغضب ويترك المكان في بداية اللقاء ، يحب جدائل شعري القصير ، تعلو ملامحه إبتسامة هادئة مطمئنة عندما يراني مثلما يشتهي ، يغمض عينيه ، يقول بكثير من الشغف:

– أن ليبيا الجميلة تتسرب إليه من خلالي .

لا ادري لماذا يتشبث بغربته وهو يملك هذا الحب الفائض للوطن ؟

يبتسم إبتسامته الحانية المطمئنة عندما أباغته يسؤالي الملحاح عن العودة ولا يجيب لكنه يدفعني بقوة إليه ، يغريني بالبقاء معه ويعدني باللقاء المفتوح ، لقاء عصي على التكهن حيث لا مكان معروف أو زمن معلوم .

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_