كوني غبية 

Read Time:1 Minute, 52 Second

هدى الغول

كوني غبية سيدتي 

الذكاء شيءٌ مقيت 

منذ ذهبت اصطاد الفراشات 

ادخرت أجنحتها لأطير للأبد 

أمر خلال المرايا  الجارحة 

أمطر خلايا دمي 

أنزف هيأة  الحبر الغليظ

لعلي مسخًا غريبًا 

كائن بشري بأجنحة متلونة

كائن يدرك ما الخبية 

ما عطرها ونواقيسها 

قبل الارتطام بحائط أسود

يقولون إن الصمت نجاة 

أسألي من هرّب روحه من فتيل الأسئلة

كيف استطاع أن يجمع الكلمات بجيوبه

ويحررها كالطيور إلى الجبال العالية 

تعالي نذهب معًا إلى أين يجلس العالم

هنالك في محطات قطارات من ورق 

أمسك بحقيبة سفر صغيرة

فارغة إلا من بيجامة الأمل الحريرية

لماذا لا تأتين معي نقل سرير هادئَا 

نتعلم لغة السبات التي تقتنيها بعض الكائنات 

لماذا لا تأتين معي ثمة وسادة خالية 

تتحمل ثقل رأسك و شعرك الطويل

على وسادة بيضاء سترينه كيف يعدم الآلاف من خصلاته المبتلة

ما رأيك أن تقصيه وتهديه للنهر ؟

أو تلفين به ذراعك كلما رحل عنكِ أحدهم 

تعالي نمضي إلى صقيع الغابات في الصباحات الباردة 

نجتبي من نقاء الهواء دمعاتنا التي تحجرت 

نأخذ من اقحوانات التمني ما يطفئ ألهبتنا 

اتدري ما الهبّات الساخنة إنها ليست تلك التي قولبها الطب

هي أروحنا التي نبذل لكي نبتاع سعادتنا في أعين من نحب 

هي برود العاطفة على ظهرِ قلبٍ يسرب الحب في غير أهله 

تعالي.. ثمة كوخًا صغيرًا نهرب إليه

لا أنكر أن بعض مشاويرنا طويلة 

سنأخذ بين بينها بوح على ضفاف فناجيننا 

ستحدثينني عن نساء قريتكم عن شفاههن اللاتي يبّسها الخريف

عن مزارع الدجاج والقمح 

عن الرجال الذين ابتلعتهم حقول الحب والحرب 

بعض خطانا ستكون بلا أحذية عيدني 

أن لا تذل أو تزل قدماكِ

سنمشي مرة ونركض مرات 

نرمي ساعات يدينا 

نهرب من شاشة الذكاء التي تبتلع 

رؤوسنا

نمر على زقاق يملأه مواء القطط 

قرقرة بطون أطفال الشوارع 

تعالي نضحك على النكات السمجة 

عن خرافات العقول ومتاهاتها 

عن طائرات ترمي أكياس الرغيف

بعد القصف 

عن جماد القلوب في ثلاجات التعبير 

عن سقوطنا معًا في كل منحدر 

عن ندبات تستقل حناجرنا 

لا يمسحها الوقت والموت 

تعالي يا صديقتي..

 فبعض الغباء نعيم لم يدركه الكثيرون.

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post الماكرونية بين الصعود والهبوط
Next post  كير ستارمر بعد 100 يوم من استلامه رئاسة الوزراء