في زحمةِ الموتِ

صفوح صادق شاعر فلسطيني

في زحمةِ الموتِ

تدورُ رَحى المعاركِ

تذوبُ كثيراً من الأفئدةِ

وترى الأشلاءَ مبعثرةً

وشرايينَ مُقطّعةً

لكن..لا صراخَ عندَ الموتِ

سوى همهماتٍ لمن فقدَ ظلّهُ

في زحمةِ الموتِ

تراني أصمتُ عن كبريائي

وصرخاتي أخفاها حزنٌ

ظلَّ يلاحقني حتى مماتي

لم أزل أنثرُ أزهاري

فوقَ قبورِ العذارى

لعلّي أُلامسُ وجهَ حبيبتي

لتقومَ من السُباتِ

في زحمةِ الموتِ

ترانا خِلسةً نمضي إلى حتفنا

بلا وداعٍ وكأننا وهمٌ أو غيمةٌ

بلا مطرٍ نزلت من السماءِ

في زحمةِ الموتِ

نموتُ ألفَ ميتةٍ ولا نبالي

كأننا أجراسُ العودةِ

في بدءِ الطوفانِ

أو قلْ قطيعاً تاهَ في الصحراءِ

أو خيمةً أخذها الإعصارُ في ثوانِ

في زحمةِ الموتِ

أنا كالريحِ أُداعبُ وجهَ الأرضِ

وتتلونُ الأشجارُ بلونِ العشقِ

وتصيرُ قطوفُ العنبَ خمرٌ

نُضمّدُ به كلَّ الجراحِ

نسمعُ صهيلَ الخيلِ

 عند بواباتِ اللقاءِ

ونمسحُ الدمعَ من مقلِ الغيارى

ودمنا مازالَ مُباح.

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post  إسبانيا وأيرلندا تقترحان إيقاف التجارة مع إسرائيل
Next post  رفع سن التقاعد في الجيش البلجيكي