لبنى يونس تكتب عن دور ليبيا في افريقيا

محمد الظفير محرر الشؤون الافريقية

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_“ليبيا في قلب القارة: دور ليبيا البارز في منظمة الوحدة الأفريقية”فمنذ تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في عام 1963، كانت ليبيا لاعبًا رئيسيًا في دعم أهداف المنظمة وتعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الأفريقية. كان الرئيس السابق معمر القذافي من أقوى المناصرين لفكرة التحرر الأفريقي، ليس فقط من الاستعمار، ولكن أيضًا من السيطرة الاقتصادية والسياسية الغربية، ما جعله يدفع باتجاه تعاون أقوى بين دول القارة. وقد ظهر هذا الدور في العديد من المحطات التي تبرز الجهود الليبية لدعم نضال الشعوب الأفريقية وتحقيق التنمية والاستقرار.

في سنوات السبعينيات والثمانينيات، قامت ليبيا بتقديم دعم واسع لحركات التحرر في مختلف الدول الأفريقية. كانت موزمبيق، أنغولا، جنوب أفريقيا، وزيمبابوي من بين الدول التي تلقت دعمًا كبيرًا من ليبيا، حيث ساهمت في توفير التمويل والتدريب والأسلحة لحركات التحرر التي كانت تسعى للتخلص من الأنظمة الاستعمارية أو العنصرية. وقد أظهرت ليبيا التزامًا ثابتًا بتحقيق الاستقلال الكامل للدول الأفريقية، وهو ما انعكس في جهودها الدبلوماسية في اجتماعات منظمة الوحدة الأفريقية، حيث سعت دائمًا لتعزيز التضامن الأفريقي.

لم يكن الدعم الليبي مقتصرًا على الجانب العسكري فقط، بل تجاوز ذلك إلى الدعم الاقتصادي والسياسي. في ظل رؤية النظام لتحقيق “الولايات المتحدة الأفريقية”، بدأ في تنفيذ خطط طموحة لتطوير البنية التحتية في عدد من الدول الأفريقية. قامت ليبيا بتقديم قروض ميسرة واستثمارات ضخمة في قطاعات الزراعة، الطاقة، والنقل. كما دعمت ليبيا مبادرات مثل “برنامج التنمية الأفريقي” الذي سعى إلى تقليل الاعتماد على المساعدات الأجنبية وتعزيز الاكتفاء الذاتي للدول الأفريقية.

علاوة على ذلك، كانت ليبيا مركزًا لاستضافة القمم الأفريقية والمحادثات الهامة التي هدفت إلى تعزيز الوحدة وحل النزاعات. فقد استضافت طرابلس وسرت العديد من القمم والاجتماعات الإقليمية التي سعت إلى تحقيق التوافق بين القادة الأفارقة. وكان للقذافي دور بارز في الوساطة بين الأطراف المتصارعة في النزاعات التي اندلعت في عدد من الدول الأفريقية، بما في ذلك تشاد، حيث لعبت ليبيا دورًا رئيسيًا في محاولة إنهاء النزاع المسلح الذي اندلع هناك في الثمانينيات.

لم تتوقف ليبيا عن دورها القيادي في المنظمة حتى بعد التحولات السياسية التي شهدتها القارة. بل كانت ليبيا من بين القوى الرئيسية التي سعت إلى إصلاح منظمة الوحدة الأفريقية وتوسيع صلاحياتها. وقد لعب القذافي دورًا محوريًا في دعم فكرة تحول المنظمة إلى الاتحاد الأفريقي، والذي تم إنشاؤه في عام 2002. وكان هدفه من هذا التحول تعزيز قدرة المنظمة على التعامل مع التحديات الجديدة، مثل مكافحة الإرهاب، وتعزيز التكامل الاقتصادي، وحل النزاعات الطويلة الأمد.

كانت الرؤية الليبية لهذا التحول تتجاوز مجرد الأطر التقليدية للتعاون الأفريقي، حيث كانت تسعى إلى إقامة نظام قاري يعتمد على التضامن والتكامل الاقتصادي والسياسي. وبالرغم من أن فكرة “الولايات المتحدة الأفريقية” لم تتحقق كما كان يأمل القذافي، إلا أن تأثيره على مسار التكامل الأفريقي ظل قويًا. كان له تأثير مباشر في إنشاء آليات مثل مجلس السلم والأمن الأفريقي، الذي سعى إلى تعزيز قدرات القارة في حفظ السلام وحل النزاعات الداخلية.

إلى جانب ذلك، دعمت ليبيا بشكل مستمر المشاريع الاقتصادية القارية التي كانت تهدف إلى تعزيز البنية التحتية وربط القارة عبر شبكات النقل والمواصلات. وقد كانت ليبيا أحد الشركاء الرئيسيين في مشروعات مثل الطريق العابر للصحراء، والذي يهدف إلى ربط شمال أفريقيا بجنوبها، وتعزيز التجارة البينية الأفريقية. هذا الالتزام الليبي بالتنمية القارية كان جزءًا لا يتجزأ من رؤيتها لدور أفريقيا في النظام العالمي الجديد.

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post الســـــــــبورة …
Next post شبكة المدار ترحب بانضمام الناقد المتميز حيدر أديب لفريقها