الطوق الصحي لمنع التعاون مع أي حزب لا يلتزم بالمبادئ الديمقراطية الأساسية في بلجيكا

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_في 24 نوفمبر 1991، الذي يُعرف بـ”الأحد الأسود”، شهدت بلجيكا حدثاً سياسياً تاريخياً، حيث حصل حزب صغير يدعى فلامس بلوك، سلف حزب فلامس بيلانج الحالي، على 12 مقعداً في البرلمان. هذه النتيجة كانت مفاجئة، حيث ارتفع عدد أصوات الحزب بشكل كبير من 116,534 صوتاً في الانتخابات السابقة عام 1987 إلى 405,247 صوتاً في تلك الانتخابات.

أمام هذا التطور المذهل، قررت الأحزاب الديمقراطية في بلجيكا، بما فيها أحزاب مثل CVP (الذي أصبح CD&V) وSP (الذي أصبح Vooruit)، اتخاذ إجراءات جذرية للحيلولة دون وصول اليمين المتطرف إلى السلطة.

تم الاتفاق على ما يُعرف بـ”الطوق الصحي” (Cordon Sanitaire)، وهو اتفاق سياسي غير رسمي يمنع التعاون مع أي حزب لا يلتزم بالمبادئ الديمقراطية الأساسية.

الطوق الصحي – Cordon Sanitaire: التزام بالأخلاقيات الديمقراطية الطوق الصحي، الذي لم يكن قراراً قانونياً، بل اتفاق سياسي، تم تأسيسه لحماية الديمقراطية البلجيكية.

يوس غيسيلز، السكرتير السياسي السابق لحزب الخضر الفلمنكي Groen والذي كان المعروف سابقًا بإسم Agalev حتى عام 2003، أشار إلى أن الهدف من الطوق الصحي هو منع التعاون مع أي حزب، على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الفيدرالي، لا يحترم المساواة بين جميع الأفراد بغض النظر عن الأصل أو الدين أو الجنس. حزب فلامس بيلانج VB كان دائماً خارج هذا الإطار، بسبب عدم التزامه بهذه المبادئ.

على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، ظل هذا الطوق قائماً، لكنه تعرض لتهديد خطير في بلدة Ranst، مقاطعة أنتويرب، حيث تم تشكيل أغلبية بقيادة فلامس بيلانج مع أحزاب أخرى، مما أثار تساؤلات حول استمرار هذه السياسة الحاسمة.

هل سنشهد انكسار الطوق؟ بالرغم من هذا الخرق الواضح للطوق الصحي، لا يزال يوس غيسيلز واثقاً من أن السدود لن تنكسر، معتبراً أن CD&V وOpen VLD قد التزموا بالاتفاق من خلال استبعاد أعضائهم الذين شاركوا في هذا التحالف المحلي. بالنسبة له، هذه الإشارة تبعث على الأمل في استمرار الحماية الديمقراطية.

الطوق السياسي والإعلامي لم يقتصر الطوق الصحي على الجانب السياسي فحسب، بل امتد ليشمل وسائل الإعلام. ففي والونيا، تم فرض قيود تمنع ظهور ممثلي الأحزاب اليمينية المتطرفة في البرامج التلفزيونية أو الإذاعية المباشرة، بهدف منع انتشار أفكارهم على نطاق واسع، مع تشجيع الصحافة على تقديم المعلومات عن هذه الأحزاب بشكل موضوعي ووضع مواقفهم في سياقها الصحيح.

التحديات التي تواجه الطوق الصحي اليوم، سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي، تطرح تساؤلات حول قدرة الأحزاب الديمقراطية في بلجيكا على مواصلة حماية المبادئ الديمقراطية في وجه تصاعد اليمين المتطرف.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post الصعوبات التعليمية في بلجيكا
Next post تظاهرات في بروكسل من أجل غزة