استقالات كبيرة للشرطة البلجيكية
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تشهد الشرطة البلجيكية حالة من القلق والترقب في صفوف ضباطها، حيث أظهرت إحصائيات حديثة صادرة عن نقابة “Sypol” أن نحو 1100 ضابط يطالبون بالاستفادة من معاشاتهم التقاعدية بشكل عاجل بحلول الأول من يناير المقبل، في خطوة تعكس القلق المتزايد من توجهات الحكومة المتعلقة بتعديل شروط المعاشات التقاعدية، والتي يقودها بارت دي فيفر، زعيم حزب “N-VA”.
وبحسب جان ماري هوتات، رئيس نقابة Sypol المعنية بالدفاع عن حقوق ضباط الشرطة وضباط السجون وأمن الدولة، فإن العديد من هؤلاء الضباط كانوا يخططون لمواصلة مسيرتهم المهنية، لكن اقتراح دي فيفر المثير للجدل، الذي يُراد من خلاله احتساب المعاشات على أساس متوسط الدخل في آخر 25 عامًا بدلاً من السنوات الخمس الأخيرة، أثار حالة من القلق والارتياب. ويرى هوتات أن هذا التعديل سيؤدي إلى تراجع كبير في قيمة معاشاتهم التقاعدية، إذ إن رواتب الضباط غالباً ما تصل إلى ذروتها في نهاية حياتهم المهنية.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه الضغط على الضباط للعمل لفترات أطول، حيث من المقرر أن ترتفع سن التقاعد للشرطة إلى 67 عامًا بحلول عام 2030، بدلاً من 60 أو 62 عامًا المعمول بها حالياً. ويعرب العديد من الضباط عن استيائهم إزاء هذه القرارات، إذ يعتبرونها غير واقعية وتعرض حياتهم للخطر.
وحسب تعبير هوتات، فإن كفاءة الضباط في الميدان تبدأ في التراجع بعد سن الستين، ما يجعل أداءهم المهني عرضة للتأثر، مضيفاً أن المهام المكتبية قد لا تكون متاحة لجميع الضباط الأكبر سناً، ما سيجبر بعضهم على العودة للعمل الميداني، وهو أمر يشكل خطراً على حياتهم وحياة زملائهم.
من جهة أخرى، طالبت “Sypol” الحكومة بضرورة الاعتراف بالمخاطر التي تواجهها المهن الأمنية كافة، بما في ذلك رجال الشرطة، ورجال الإطفاء، وعناصر أمن الدولة، وإعادة النظر في سن التقاعد لتمكينهم من إنهاء مسيرتهم المهنية بكرامة وأمان عند سن الستين.
ورغم هذه المطالبات، أبدى هوتات استغرابه من صمت النقابات الشرطية الكبرى تجاه هذه الأزمة، ما دفعه للتساؤل عن أسباب عدم تحركها حتى الآن. ويقول هوتات: “يجب أن يكون الرفض لهذه المذكرة بشكل واضح وفوري. إذا لم نتحرك الآن، فقد يكون الأوان قد فات على أي تغيير حقيقي”.