لوحة الغواية والجحيم
كريمة أحمد
تململ…
هذا المخلوق الأسطوري
فوق أكوام الغواية..
يُفتش
عن أحلامه المستعصية
بين أنفاس الرغبة الجامحة..
يعيش في فوضى الزمن الآسن
ينسلُ بين أزقة المدينة المنسيّة يدفع بيده مكنسةٌ
يُراقص بها ظلّ جنيةٍ بغي تسير خفيفاً تصطاد عُشاقها
تخطف شهَقتهم الأخيرة..
لم يقوَ أحد أن يتحرّرَ من وحشة الصمت .
أن يتحول إلى أغنيات تُرددها الأشباح البريئة
يا لتعاسته!!
حتى هذه الجنية اللعينة بخيلة.. بخيلة
عليه أن يتحرر
أن يتحول لأغنية يُرددها طيفُ شبح…
حسناً، ليكن هذا قدرُه !!
على أية حال…
هو الحزن ذاته، هو وجهه الوحيد…
ردد بزفرةٍ حارة:
ثمةَ سر مقدس
يجعل هذا الحزن أليفا…
أليفا جداً ومرهفا..
لدرجة أنه
اعتاد على صوت العواء في داخله..
.
يلعق جراحه مثل جرو صغير
لا يقوى
على نهره أو اسكاته
ولا أن يجعله
ينزوي
بعيدا عنه
وأنت
يا أنت
تأسرك عمق الأحزان
تحتضنك
لكي تموت في كل مرة من جديد..
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_