قسوة الجلاد وصمت المتفرجين
إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_“أكثر ما يؤلم الضحية، ليست قسوة الجلاد، بل صمت المتفرجين” ايلي فيزل
فلا تكن منهم، واعمل على تخفيف آلام ضحايا الاحتلال الصهيوني ومجازره قبل فوات الاوان، وقبل ان يبدأ تأنيب الضمير والشعور بالندم الشديد، يوم تتيقن انك لم تقدم أي شيئ لنصرة اهل فلسطين او موقف تفتخر به امام ابنائك واحفادك…
واسأل نفسك ما اذا كانت نواياك الطيبة وحدها تكفي للتخفيف عن المظلومين او تقدم الدعم للمناضلين ضد هذا الاحتلال اذا لم تقترن هذه النوايا الحسنة بالمواقف والأفعال؟، وستجد ان الإجابة هي “لا”…لانك اذا لم تعبر عما بداخلك من مشاعر تجاه فلسطين وشعبها ومقدساتها، واذا لم تنطق بكلمة حق تعبر عن مشاعرك وتساعد في نصرة المظلومين وترفع من معنويات المقاومين أو توقف توحش المجرمين، فانت بذلك سلبي وتساهم مع اولئك المحتلين في استمرار الظلم والمعاناة لاهلنا في فلسطين…
وإذا كنت تكتفي بالتضامن بقلبك والدعاء والصلاة ولا تعبر عن موقفك بالحد الادنى من خلال الحديث عن معاناتهم اليومية ونشر الصور والفيديوهات لايصال صوتهم للعالم، ولا تتجرأ على المشاركة في وقفات التضامن أو كتابة تعليق او اعادة ارسال لصورة طفل او شهيد، فانت سلبي جدا وتقف مع القاتل الذي يحاول حجب صور المجازر واخفاء الادلة والبراهين على جرائم الابادة واضعاف حملات التعاطف والتضامن مع اخواننا المظلومين…
واذا كنت ممن يدعون مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للاحتلال ولكنك لا تستطيع الاستغناء عن أكلة تحبها او مشروب مفضل، أو حضور حفل لفنان من المطبعين، فانما تساهم بذلك في قتل الضحية وفي تحطيم جدار المقاطعة الواسعة التي بدأت تؤتي ثمارها بشكل ملحوظ…
واذا كنت تخشى قول الحق لأنك لا تريد أن تخسر وظيفتك وتتفادى توجيه الانتقاد للدول المتصهينة لأنك لا تريد ان تمنع من زيارتها، فتلتزم بصمت القبور حتى تنجو من المضايقات والقيود، فانك بذلك تخسر كرامتك وتقتل مشاعرك النبيلة وتضحي بانسانيتك قبل أي شيء…
لا تكن من المتفرجين وقم بما استطعت اليه سبيلا، فربما بكلمة تنطقها او صورة تنشرها، تساهم في انقاذ طفل او عائلة من ضحايا الاحتلال، وربما تساهم في صنع النصر ومسيرة التحرير، فلا تكن من المتفرجين… وجمعة طيبة لكل الاحبة…ابو انس
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_