انتهاء مسرحية الانتخابات الأمريكية
إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية.._ماذا بعد ان انتهت مسرحية الانتخابات الامريكية بقيادة المخرج الصهيوني وتتوجت بالنتائج المرجوة؟، ربما علينا الاستعداد للانتقال الى الجزء الثاني، وربما الاخير، من “مسلسل الدكتاتور الامريكي الأشقر”، الحافل بالمفاجآت والكثير من التوقعات والتطورات …
هذا الدكتاتور الغريب الطباع والمزاج والبعيد كل البعد عن المجاملات الدبلوماسية والبروتوكولات، لا يخفي اعجابه بنظرائه من دكتاتوريي العالم، وعلى رأسهم فرعون مصر الدخيل، وتودده لدكتاتور روسيا ودكتاتور كوريا الشمالية… كما انه لا يخفي عنصريته وكرهه الشديد للمهاجرين (الغير قانونيين) وعلى رأسهم العرب والمسلمين، حيث يتوعد بالعمل على طرد الالاف منهم، ان لم يطال الملايين…
وباعتقادي ان المخرج الصهيوني اختاره من جديد لدور البطولة في الجزء الثاني لكي يكمل ما بدأه في الجزء الاول من المسلسل، ويفي بوعوده التي قطعها له، وليسدد الاستحقاقات وليرد الجميل للعائلة الصهيونية التي اوصلته من جديد الى السلطة بعد ان غسلت سجله العدلي من السوابق، وأغلقت العديد من الملفات والعوالق واعادت تلميع شخصيته وتقديمها للعالم وكانه المخلص الذي سينهي الحروب والعوائق…
ولو القينا نظرة سريعة على إنجازاته في الجزء الاول، لوجدنا ان اهمها كان اعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده الى تل ابيب، وهي الخطوة التي لم يتجرأ احد من قبله على اتخاذها، وكذلك الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل الى مستعمرة اسرائيل، بالاضافة الى قيامه بالغاء الاتفاق النووي الموقع مع ايران، ولا ننسى طبعا وقف المساعدات للفلسطينيين وحلب السمان من بقرات العرب وخاصة الخليجيين…
وهذه المواضيع (الخطر الايراني على اسرائيل وسرقة الاراضي العربية) هي من أهم ملفات المخرج الصهيوني، والتي ستوكل للدكتاتور الاشقر لانجازها عبر دعمه للمشاريع الاستيطانية التوسعية، والتي قد تشمل ضم كامل اراضي الضفة الغربية…أما فيما يتعلق بايران فقد يعمل الدكتاتور الاشقر مع المخرج الصهيوني وبعض الكومبارس العرب على ضرب الجمهورية الاسلامية وبرنامجها النووي عبر خلق ذرائع شبيهة بأحدث ١١ سبتمبر، او تطوير سيناريوهات مختلفة مثل اتهام طهران بمحاولة اغتيال الدكتاتور او التسبب بمقتل العشرات من الامريكيين…
اذن، مع بدء المسلسل الجديد في العام القادم قد تعيش منطقتنا واحدة من اخطر مراحلها بادارة هذا الثنائي المكون من الدكتاتور الامريكي الأشقر والمجرم الصهيوني النتن ياهو، الذي عملت الولايات المتحدة الإرهابية بدورها طوال فترة حرب الابادة على تنظيف صورته من دماء اطفال غزة وتحويله الى حمامة سلام وضحية…
ولمن يسأل عن الفرق بين رئيس ديموقراطي ورئيس جمهوري نقول له هو كالفرق بين مجرم يريد قتلك طعنا وآخر يفضل قتلك شنقا.
لذا، علينا أن لا نأمل خيرا من الادارات الامريكية المتعاقبة، وأن نستمر على ثوابتنا مع المقاومة المسلحة كي تبقى بوصلتنا دائما باتجاه تحرير فلسطين والمسجد الاقصى المبارك، والتي لا يعززها سوى صمود اهلنا في الاراضي المحتلة وضربات مناضلينا على الجبهات وفي الميادين….
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_