بلجيكا تتحول لمركز رئيسي لمصانع السجائر السرية
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تحولت بلجيكا إلى مركز رئيسي لمصانع السجائر السرية، مع ارتفاع غير مسبوق في عدد المصانع المفككة من قبل السلطات الجمركية. وفقًا للإحصائيات، فككت الجمارك البلجيكية 12 مصنعًا سريًا موزعة بين منطقة والونيا وفلاندرز منذ بداية العام، وصادرت ما يفوق 250 مليون سيجارة غير خاضعة للرسوم الجمركية، ما يسلط الضوء على الحجم الهائل لتلك التجارة غير القانونية.
الشبكات السرية لتصنيع السجائر: التخطيط والتنظيم
تتبع هذه المصانع السرية منهجية مدروسة، حيث يتم تخصيص مواقع منفصلة لكل خطوة من خطوات التصنيع. تقول Florence Angelici، المتحدثة باسم وزارة المالية الفيدرالية SPF Finances، أن المخطط يعتمد على تقسيم العمل: “لدينا موقع للتصنيع، وآخر لجمع المواد الأولية كالتغليف والورق، وثالث لتخزين السجائر الجاهزة”.
ولضمان السرية وتجنب المداهمات، تفضل هذه المنظمات التخلي عن المصانع الكبيرة، وتعمل في مستودعات صغيرة مخفية داخل حظائر أو حتى في مناطق ريفية بعيدة. هذه المستودعات، التي قد تكون حظائر طائرات أو مبانٍ عادية، تقلل من احتمالية الكشف عن الأنشطة غير القانونية.
معاناة العمال في مصانع السجائر السرية: ظروف قاسية وأجور متدنية
يعمل معظم العمال في ظروف قاسية لا إنسانية، حيث يعيشون داخل الحظائر ويعملون بجوار آلات تعمل دون توقف، في بيئة مليئة بالضوضاء والغبار.
ورغم صعوبة الظروف، فإن العمال، الذين غالبًا ما يكونون من جنسيات أوكرانية، بولندية، رومانية، مولدوفية وحتى جورجية، يحصلون على أجر زهيد مقابل هذا العمل.
السيدة أنجيليسي توضح: “ليسوا عبيدًا بالمعنى الحرفي، إذ يتقاضون أجورًا لكنهم على دراية تامة بالظروف القاسية التي يعملون فيها”.
شبكات التهريب وأدوار الجنسيات المختلفة
في هذا النظام المنظم، تعمل شبكات مختلفة تتخصص كل منها في جانب معين. يتمثل دور بعضها في نقل السلع بين المواقع، وأخرى مسؤولة عن توفير المعدات وتشغيل الآلات، بينما تهتم شبكات أخرى بتأمين أماكن إقامة للعمال.
رؤوس العصابات خلف الكواليس: من هم أصحاب النفوذ؟!
تشير التحقيقات إلى أن عقول هذا النشاط الإجرامي توجد في روسيا ومنطقة ترانسنيستريا، التي تعد ملاذات آمنة للمهربين، حيث يتمتعون بحماية من الملاحقة القضائية. وعلى الرغم من ذلك، تمكنت السلطات من توقيف بعض القادة الإقليميين المنتمين لدول أوروبية شرقية، في مسعى لكبح النشاط.
لماذا بلجيكا؟ الأسباب الجغرافية واللوجستية لجذب شبكات التهريب
تعتبر بلجيكا مركزًا جذابًا لهؤلاء المهربين لعدة أسباب:
- الموقع الاستراتيجي بالقرب من المملكة المتحدة، حيث يباع التبغ بسعر مرتفع، ما يغري المهربين بتصدير السجائر غير القانونية إلى السوق البريطاني والفرنسي.
- البنية التحتية القوية للوجستيات، حيث تتوفر مستودعات وشبكة شاحنات واسعة.
- قدرة المهربين على التلاعب بين الحدود الأوروبية واستغلال الثغرات القانونية.
ختامًا: شكوك بتمويل الإرهاب
توضح Florence Angelici أنه رغم غياب الأسلحة أو العنف المباشر في المداهمات، فإن التحقيقات تشير إلى احتمال استخدام أرباح بعض القطاعات لتمويل أنشطة إرهابية. لا يزال الأمر قيد التحقيق، لكنه يضع خطر السجائر السرية في إطار أوسع يمتد تأثيره إلى الأمن الدولي.
وكالات