التحايل على ضريبة التبغ في بلجيكا

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_تواجه بلجيكا تحديات غير متوقعة في مواجهة محاولاتها لخفض عدد المدخنين وزيادة الإيرادات من رسوم التبغ. رغم الزيادة الكبيرة في أسعار السجائر، والتي وصلت إلى 60% خلال أربع سنوات، لم تحقق الحكومة البلجيكية النتائج المرجوة، بل ظهرت ظاهرة مقلقة: ارتفاع تجارة السجائر المهربة، خاصة عبر الإنترنت وفيسبوك.

توقعات الإيرادات المخيبة للآمال

من خلال البيانات الصادرة عن “SPF Finances”، اتضح أن الزيادة في الرسوم الجمركية على التبغ لم تؤدِ إلى زيادة كبيرة في الإيرادات كما كان متوقعًا. في الوقت الذي كانت الحكومة البلجيكية تتوقع جمع 3.25 مليار يورو من الرسوم هذا العام، تشير التقديرات إلى أنها ستجمع فقط 2.8 مليار يورو، أي أقل بنحو 450 مليون يورو.

على الرغم من ارتفاع سعر علبة مارلبورو من 6.80 يورو في 2020 إلى 11.50 يورو في 2024، لم يشهد سوق التبغ انخفاضًا ملحوظًا في أعداد المدخنين. تشير بيانات استطلاع مؤسسة السرطان إلى أن 24% من البالغين في بلجيكا لا يزالون يدخنون، وهو ما يعكس استقرارًا نسبيًا في معدل التدخين مقارنة بالسنوات الماضية.

ظاهرة التهريب على فيسبوك: السجائر من الخارج مع خدمة التوصيل

أحد الأسباب الرئيسية لهذه النتائج المخيبة هو الزيادة الملحوظة في تجارة السجائر المهربة، خاصة عبر منصات مثل فيسبوك. حيث أصبحت مجموعات الفيسبوك وجهة شائعة للتجارة في السجائر من خارج بلجيكا، بما في ذلك من بلغاريا وتركيا وألبانيا، مع خدمة توصيل للمنزل في كثير من الأحيان.

“هل ستؤدي زيادة الرسوم إلى أي نتائج إذا كان المدخنون يشترون السجائر من الخارج عبر الإنترنت؟” يتساءل Yannick Gyssens، من جمعية Perstablo، معربًا عن قلقه بشأن تأثير هذه التجارة غير المشروعة على الأسواق المحلية.

المثير للقلق أن الكثير من بائعي الصحف في بلجيكا قد توقفوا عن بيع السجائر بشكل رسمي، بسبب التهريب والتجارة الإلكترونية التي أضرت بالأرباح.

كما أظهرت الأبحاث أن أكثر من ربع السجائر التي يتم تدخينها في بلجيكا تأتي من الخارج، وهو ما يسلط الضوء على مشكلة التهريب الواسعة النطاق، خصوصًا عبر الحدود البلغارية والتركية.

الحلول الأمنية: تفكيك مصانع غير قانونية

في تطور جديد، تمكنت السلطات البلجيكية من تفكيك 12 مصنعًا غير قانوني للسجائر في عام 2024، وهو رقم قياسي. وقد تم مصادرة أكثر من 250 مليون سيجارة مهربة هذا العام فقط. في نوفمبر الماضي، قامت الجمارك البلجيكية بمداهمة منظمة إجرامية في مقاطعة لييج، أسفرت عن ضبط 35 مليون سيجارة و35 طنًا من التبغ.

رغم هذه الجهود، يبقى تهريب السجائر مشكلة مستمرة، إذ تشير الأرقام إلى أن معظم السجائر المهربة تأتي من بلغاريا وتركيا، حيث يتم بيع علبة السجائر بأسعار منخفضة جدًا مقارنة بالأسواق البلجيكية.

إيرادات مخيبة وأزمة في السياسة الاقتصادية

الإيرادات الضعيفة من زيادات الرسوم الجمركية على التبغ تلقي بظلال من الشك على فعالية هذه السياسات في مكافحة التدخين أو زيادة الإيرادات الحكومية. وحتى الآن، تواصل الحكومة البلجيكية مراقبة الوضع، إذ يحذر البعض من أن تقديرات الإيرادات كانت مبالغًا فيها عند وضع الميزانية.

ومع ذلك، تظل مشكلة تهريب السجائر من أوروبا الشرقية تؤرق السلطات البلجيكية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل السياسات الضريبية على التبغ في بلجيكا وأثرها على السوق المحلي.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post التعليم العالي البلجيكي وضحايا للتحرش
Next post صيانة وحماية الأتوميوم من مخاطر الزمن