شعبية الحركة النسائية التقليدية في بلجيكا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تزداد شعبية الحركة النسائية التقليدية المعروفة بـ “tradwife” على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تدعو النساء إلى العودة إلى الدور التقليدي في المنزل، بعيدًا عن الحياة المهنية،و في بلجيكا، تطرح هذه الظاهرة أسئلة حول عدد النساء اللاتي يتخذن هذا الاختيار، وما هي دوافعهن وراءه، وما إذا كانت هذه الحركة قد بدأت تترسخ في المجتمع البلجيكي.
تشير الأرقام إلى أن عدد النساء اللاتي يتخذن من المنزل مكانًا للعمل الرئيسي قد انخفض بشكل ملحوظ في بلجيكا في السنوات الأخيرة، ففي عام 2020، بلغ عدد ربات المنازل في البلاد حوالي 300 ألف امرأة، وهو أقل بكثير من العدد المسجل في عام 1986، عندما كان هناك أكثر من مليون ربة منزل، رغم هذا الانخفاض
بحسب rtl.be، الحديث عن العودة إلى الدور التقليدي للمرأة في المنزل يثير العديد من الأسئلة حول الدوافع والأيديولوجيات التي تقف وراء هذا الخيار، ففي 86% من الحالات، يعود قرار البقاء في المنزل إلى أسباب عائلية، مثل الحاجة إلى رعاية الأطفال أو الأقارب المعالين، بدلاً من كونه خيارًا مدفوعًا بأيديولوجيات تقليدية. تشير هذه الأرقام إلى أن غالبية النساء اللاتي يبقين في المنزل يفعلن ذلك لأسباب عملية وعائلية بحتة.
على عكس التصورات السائدة، فإن العودة إلى المنزل لا ترتبط دائمًا بنظرة أيديولوجية قديمة تُصر على دور المرأة كـ “ربّة منزل” فقط، بدلاً من ذلك، يرى العديد من النساء في هذا الخيار وسيلة للتوفيق بين الحياة العائلية والعملية، حيث يتيح لهن العناية بالأطفال أو العائلات الممتدة بشكل أفضل،و رغم أن هذه الظاهرة ليست سائدة على نطاق واسع بعد في بلجيكا، إلا أنها تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها النساء في تحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية.
من المثير للاهتمام أن 39% من ربات المنازل في بلجيكا قد عملن سابقًا في مهن أخرى، وهذا يفتح تساؤلات حول ما إذا كان هذا العدد الكبير من النساء اللواتي يبتعدن عن العمل يشكل فرصة لاستعادة المزيد من العمالة في سوق العمل البلجيكي، قد تكون هذه شريحة من السكان التي يمكن أن تُساهم في زيادة معدلات العمل إذا تم توفير الظروف المناسبة.
هناك عدة عوامل تساهم في عزوف بعض النساء عن العودة إلى سوق العمل، من بين هذه العوامل، يأتي عدم الرضا عن بيئة العمل، بالإضافة إلى صعوبة التوفيق بين الحياة المهنية والعائلية، أيضًا، بالنسبة للأجيال الشابة، هناك رفض متزايد للنظام الإنتاجي الذي يُشجع على المنافسة المستمرة والضغط المتزايد في العمل.
بحسب فيليب ديفيت، الخبير الاقتصادي في معهد التنمية المستدامة، يمكن أن توفر بعض العوامل الهيكلية المواتية الفرصة لعدد أكبر من النساء للعودة إلى سوق العمل، ويُعتقد أن تحسين خدمات الرعاية، مثل توفير رعاية أفضل للأطفال أو للأشخاص المعالين، يمكن أن يساعد بشكل كبير في تحرير طاقة النساء، وبالتالي في رفع مشاركتهن في سوق العمل.
وكالات