استراتيجية جديدة لمكافحة معاداة السامية

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_قالت وزيرة العدل الهولندية إن الحكومة تحتاج إلى “مزيد من الوقت” لوضع استراتيجية لمكافحة معاداة السامية بعد أعمال العنف التي وقعت في وقت سابق من نوفمبر 2024 بين مشجعي كرة القدم الإسرائيليين والسكان المحليين. وقال وزير العدل ديفيد فان ويل “بسبب الأحداث المروعة التي وقعت يومي 7 و8 نوفمبر 2024، ولأنني أريد تعزيز نقاش مثمر في البرلمان، فقد قررت أن آخذ المزيد من الوقت لإعداد استراتيجية”.

وقال في رسالة إلى النواب نشرت في وقت متأخر من 14 نوفمبر 2024″سيتم إرسال الاستراتيجية قريبا إلى البرلمان”.ووعد رئيس الوزراء ديك شوف باتخاذ “إجراءات بعيدة المدى” في وقت سابق من نوفمبر 2024. وأكد إنه سيتم الإعلان عن هذه القرارات بعد اجتماع لمجلس الوزراء في 15 نوفمبر 2024، لكن يبدو الآن أن هذا الموعد قد تأجل.

وتأتي المناقشات في أعقاب أعمال عنف في شوارع أمستردام قبل وبعد مباراة الدوري الأوروبي بين أياكس ومكابي في السابع من نوفمبر 2024. وقال قائد شرطة أمستردام بيتر هولا إن مشجعي مكابي أحرقوا العلم الفلسطيني وهاجموا سيارة أجرة ورددوا شعارات معادية للعرب قبل المباراة، بحسب سلطات المدينة.

وذكرت التقارير أيضًا أنهم أطلقوا صيحات الاستهجان خلال المباراة أثناء الوقوف دقيقة صمت حدادًا على ضحايا الفيضانات المميتة التي شهدتها إسبانيا مؤخرًا. وقال مسؤولون إن شباناً يستقلون دراجات بخارية قاموا بعد المباراة بشن هجمات “دهساً وهرباً” على مشجعي مكابي.

وذكرت الشرطة أن بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تضمنت دعوات إلى “مطاردة اليهود”. وقال شوف إن الهجمات ترقى إلى “معاداة السامية الصرفة”.

وذكرت وسائل إعلام هولندية أن السلطات خصصت 4.5 مليون يورو (4.8 مليون دولار) للاستراتيجية الجديدة، بما في ذلك 1.2 مليون يورو لتأمين المؤسسات اليهودية. وقال شوف للبرلمان في 13 نوفمبر 2024 إن الحكومة تدرس “إجراءات بعيدة المدى” لمعاقبة العنف المعادي للسامية.

وشمل ذلك إمكانية إلغاء الجنسية الهولندية للأشخاص الذين يحملون جنسية مزدوجة. أطلقت الشرطة والنيابة العامة وجهات قانونية أخرى تحقيقا واسع النطاق في الأحداث المحيطة بمباراة مكابي وأياكس، حيث تم اعتقال ثمانية من المشتبه بهم حتى الآن. واتهم النائب اليميني المتطرف المناهض للإسلام خيرت فيلدرز، زعيم أكبر حزب في الحكومة الائتلافية، الجالية المسلمة في البلاد بالتسبب في الاضطرابات.

وطالب بمحاكمة الجناة بتهمة “الإرهاب وسحب جوازات سفرهم وطردهم من البلاد”. لكن أحزاب المعارضة أدانت لغة فيلدرز، وقالت إنه “يصب الزيت على النار، ويستغل الخوف والألم الحقيقيين لمجموعة واحدة لتأجيج الكراهية ضد مجموعة أخرى”.

وقال العديد من السياسيين والمعلقين المعارضين إنه على الرغم من أن معاداة السامية أمر بغيض، فإن العنف لم يكن من جانب واحد. وتأتي هذه الأحداث في ظل حالة من الاستقطاب المتزايد في أوروبا، مع تصاعد التوترات في أعقاب ارتفاع وتيرة الهجمات المعادية للسامية ومعاداة إسرائيل وكراهية الإسلام منذ بدء الحرب في غزة.

استغلال حرب غزة من قبل الجماعات المتطرفة

‏رفع المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب والأمن مستوى التهديد من (3) إلى (4) في 12 ديسمبر 2023، وأشار إلى أن التهديد الإرهابي متزايد، نظراً لانتشار الخطاب المتطرف من قبل الجماعات الجهادية التي أعلنت استعدادها لارتكاب هجمات إرهابية في أوروبا، جراء تأزم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ أكثر من (7) أشهر، وحوادث حرق القرآن في أوروبا مؤخراً، واستخدمت تنظيمات مثل داعش والقاعدة حرب غزة، لكسب متعاطفين معها لتنفيذ هجمات، ورصدت السلطات الهولندية حوادث فردية تستهدف اليهود في بعض الأحياء، وفي 27 مارس 2024 وصفت (3) سيدات، سيدة يهودية بـ “قاتلة أطفال” عقب انتشار منشورات بالمنطقة تشير إلى أن أبنة السيدة جندية إسرائيلية.

مخاطر الخطاب المتطرف على المجتمع

‏يتسبب الخطاب المتطرف اليميني والإسلاموي على شبكة الإنترنت وفي المؤسسات الدينية والمجتمعية، في زيادة الانقسام داخل المجتمع الهولندي، ويؤثر على عملية اندماج المسلمين في الحياة السياسية والفعاليات المشتركة، لمعاناة فئات كثيرة من الجالية المسلمة في هولندا من صعوبة التأقلم مع باقي الثقافات. ويزيد من حالة الكراهية وحوادث العنف ضد اليهود والمسلمين، ما يؤثر سلباً على النظام القانوني الديمقراطي، ويغذي حالة انعدام الثقة في الحكومة ومؤسسات الدولة، خاصة مع صعود أحزاب يمينية متطرفة إلى السلطة وتصاعد خطابها المعادي للسامية والمسلمين. وأكدت المخابرات الوطنية الهولندية في 23 أبريل 2024، أن التهديدات التي تستهدف هولندا ترتبط بشكل متزايد بالاضطرابات العالمية وفي مقدمتها حرب غزة، منوهة إلى أنها أحداث تثير المتطرفين بعد حوادث حرق القرآن في 2023.

 المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post رسوم جمركية سيفرضها ترامب
Next post ملخص أعمال حكومة لوكسمبورغ في 15 نوفمبر 2024