بريطانيا بين الاتحاد الأوروبي وترامب

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_حذر خبراء التجارة مع تصاعد المخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية جديدة، من أن المملكة المتحدة ستحتاج إلى اتخاذ خيار حاسم بين تعزيز علاقاتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي أو الانحياز إلى الولايات المتحدة تحت قيادة دونالد ترامب.

تأتي هذه التحذيرات في وقت حساس، حيث من المتوقع أن تفرض الإدارة الأمريكية الجديدة تعريفات جمركية مرتفعة على
الواردات، مما سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد البريطاني.

صرح باسكال لامي، المدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية، بأن مصالح المملكة المتحدة تكمن في البقاء قريبة من الاتحاد الأوروبي، بدلاً من التحالف مع ترامب.

وأوضح أن المملكة المتحدة تقوم بتجارة تفوق ثلاث مرات مع الاتحاد الأوروبي مقارنةً بالولايات المتحدة، مما يجعل من الضروري الحفاظ على هذه العلاقات.

وتأتي هذه التعليقات في أعقاب تصريحات ستيفن مور، أحد مؤيدي ترامب، الذي أكد على ضرورة أن ترفض المملكة المتحدة “النموذج الاشتراكي” للاتحاد الأوروبي إذا كانت تريد إبرام صفقة تجارة حرة مع الولايات المتحدة وتجنب التعريفات الجمركية المرتفعة التي تعهد بها الرئيس المنتخب.

في مقابلة مع صحيفة “ذا أوبزرفر”، قال لامي: “هذه مسألة قديمة ولكنها أصبحت أكثر أهمية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعودة ترامب، في رأيي، المملكة المتحدة دولة أوروبية نموذجها الاجتماعي والاقتصادي أقرب بكثير إلى نموذج الاتحاد الأوروبي منه إلى النسخة القاسية من الرأسمالية التي يمثلها ترامب وإيلون ماسك”.

كما أشار لامي إلى أنه إذا قرر ترامب الانسحاب من دعم أوكرانيا، فإن المملكة المتحدة ستظل على الأرجح في الجانب الأوروبي.

وأضاف أن العلاقة التجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي تُعتبر أكثر أهمية بكثير من تلك الموجودة مع الولايات المتحدة، ومن غير المرجح أن تتغير هذه الديناميكية لتقود المملكة المتحدة نحو معايير الولايات المتحدة.

من جانبه، أكد إيفان روجرز، السفير البريطاني السابق لدى الاتحاد الأوروبي، أن المملكة المتحدة ستواجه حاجة ملحة للاختيار بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد إعادة انتخاب ترامب.

وأضاف أن أي اتفاق تجاري محتمل قد يقدمه ترامب سيتطلب الوصول الأمريكي إلى السوق الزراعية البريطانية، مما يعني أنه سيكون على المملكة المتحدة التضحية بصفقاتها مع الاتحاد الأوروبي.

وتأتي هذه النقاشات في وقت يستعد فيه رئيس الوزراء كير ستارمر لحضور قمة مجموعة العشرين في البرازيل، حيث من المتوقع أن تهيمن قضايا الأمن العالمي والنمو الاقتصادي على المباحثات.

ومن المقرر أن يجتمع ستارمر مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي اقترح ترامب فرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على واردات بلاده.

وتسعى المملكة المتحدة في الوقت نفسه إلى تعزيز تجارتها مع بكين بينما تعمل على إيجاد طرق أفضل للوصول إلى السوق الموحدة الأوروبية.

وقد أشار أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، إلى أن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي قد “أثر سلبًا” على الاقتصاد المحلي.

وأوضح مصدر حكومي أن تطوير استراتيجية تجارية في هذا العالم الجديد أصبح الآن من أولويات المملكة المتحدة، حسبما أفاد المصدر: “لقد ارتفعت أهميتها من مرتبة عالية إلى المرتبة الأولى بعد إعادة انتخاب ترامب”.

وعلى الرغم من هذه التحديات، يعتقد جوان فالي دي ألميدا، السفير السابق للاتحاد الأوروبي في لندن، أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاقات سياسية وتجارية محدودة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأيضًا بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وأشار إلى أن ترامب سيسعى إلى تقسيم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وإحداث انقسام بين المملكة المتحدة والاتحاد، ولكن من الممكن التوصل إلى حلول وسط.

ويرى الخبراء أن التوصل إلى صفقة تجارية شاملة مع الولايات المتحدة قد يكون صعباً، بسبب التحديات المرتبطة بالمسائل الزراعية والمعايير الصحية، ومع ذلك، قد تكون هناك فرصة لتحقيق اتفاقات محدودة.

ويواجه قرار المملكة المتحدة تحديات متعددة، مع ضرورة الموازنة بين تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة ومحاولة الحفاظ على الروابط القوية مع الاتحاد الأوروبي. ستتطلب هذه الديناميكية الجديدة دقة في التخطيط الاستراتيجي واتخاذ قرارات مستنيرة لمواجهة التحديات التجارية المقبلة.

أوروبا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post سانتياغو أباسكال رئيساً جديداً للتحالف اليميني بإسبانبا
Next post لماذا تتجه إيران لاستخدام ملف العلاقات مع روسيا لمساومة الدول الأوروبية؟