المعجزة
إبراهيم عطا _ كاتب فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية .. ._ماذا لو حدثت “المعجزة” وتم الاتفاق الاسبوع القادم على صفقة لتبادل الاسرى في غزة وتوقفت معها المواجهات مع الاحتلال على غرار ما حدث في لبنان الاسبوع الماضي؟، هل سنقوم باتهام المقاومة الفلسطينية بتقديم التنازلات والتخلي عن الثوابت وعن شروط كانت قد وضعتها كأساس لاي صفقة قد تبرمها مع الاحتلال، ومنها وقف الحرب والانسحاب الكامل وفتح المعابر والأفراج عن آلاف الاسرى من السجون الصهيونية؟، هل سنقول انها أوقفت العمليات بعد كل هذا القتل والتدمير والتجويع والتهجير الذي تعرض له اهل القطاع، ونلومها على موقفها وقرارها ونتهمها بابرام صفقة “غير محسوبة” أم نلوم انفسنا على عجزنا وعلى إرادتنا الضعيفة والمسلوبة…
لا يمكن لاحد لوم المقاومة على أي قرار قد تتخذه في زمن التخاذل العربي من اجل وقف حرب الابادة والمجازر اليومية التي لم تحرك مشاعر العروبة والاسلام والانسانية فينا، بعد هذا التقصير الجماعي، الرسمي والشعبي، ومن قبل الجميع دون استثناء…لان الملام الاول بعد الحكام المأجورين هو أنا وأنت وهو، كفلسطيني وكعربي وكمسلم، لاننا تخلينا وبشكل تام عن اخوتنا في غزة وعموم فلسطين وهم في اصعب الظروف واحلكها وتركناهم لوحوش الصهاينة تنهش بهم أمام اعيننا بينما كانوا في امس الحاجة الى وقفة جريئة منا، بل كنا شركاء في هذه الجريمة الغير مسبوقة من خلال عجزنا وصمتنا، واكتفاء معظمنا بالقليل من المتابعة والاستمتاع بالملذات اليومية واللهو والمصارعة…
أما اليوم فصرنا ننتظر هذه الصفقة المتاخرة بفارغ الصبر ونتمنى انجازها الان وقبل بزوغ الفجر لاجل أهلنا الصابرين الصامدين في غزة العزة، ولان صبرهم هذا وانتظارهم لنا قد طال وتحملهم قد فاق تحمل الصخور والجبال، وبشكل خاص لاننا فقدنا الامل بأنفسنا وبصحوة ضمائرنا للدفاع عن عزتنا وكرامتنا…
ولكن، في حال تمت الموافقة على الصفقة او تأجلت فهذا لا يعني ان المقاومة قد ضعفت او يئست بالرغم من أعداد الشهداء والخسائر الكبيرة التي تعرض لها الشعب والقيادات، وبالرغم من شعورها بالتخلي والتقصير، بل انها ما تزال باوج عطائها وقمة تضحياتها ومستعدة للذهاب الى ابعد من ذلك بكثير، الا انها، على ما اعتقد، قررت الاخذ بمتطلبات هذه المرحلة العصيبة مع ابقاء الايدي على الزناد والعبوات والعين على القدس الشريف والمسجد الاقصى وكل المقدسات…
اذن، قبل ان تنتقد موقف المقاومة بالموافقة على الصفقة فكر في موقفك انت وفيما قدمته لها من دعم ومساندة حتى تشد من عزمها وعزيمتها وتقوي من موقفها امام عدو يلقى دعم العالم برمته ويحظى بغطاء عالمي على كل جرائمه…
وبصفقة او بدونها سوف تبقى المقاومة دائما وابدا وسام شرف على صدر كل شريف و الامل لكل مقهور وضعيف الى ان تتحرر كل فلسطين من نهرها الى بحرها وتتحرر عقولنا من بعبع الحكام والتخويف…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية .. ._