بلجيكا تعزز قوتها العسكرية
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_ أعلنت الوزيرة البلجيكية لوديفين ديدوندر عن خطة دفاعية طموحة للعام 2025، التي ستشهد تحولات جذرية في استعدادات الجيش البلجيكي لصالح حلف شمال الأطلسي. ما الذي يدفع بلجيكا لتكثيف جهودها العسكرية بشكل ملحوظ في هذا التوقيت الحساس؟
خلال مؤتمر صحفي عُقد في بولندا، كشفت ديدوندر عن تفاصيل الخطة التي تتضمن زيادة هائلة في عدد الجنود البلجيكيين المتمركزين في بلجيكا والقادرين على الانتشار في أسرع وقت ممكن. اعتبارًا من عام 2025، سيتم زيادة عدد الجنود البلجيكيين الذين سيكونون في حالة تأهب لخدمة الناتو ثلاث أو حتى أربع مرات، ليصل العدد إلى ما يقرب من 1500 جندي، جاهزين للتحرك في غضون أسابيع قليلة أوحتى أيام، بناءً على طلب حلف شمال الأطلسي.
تحديات جديدة والتمركز في النقاط الساخنة
ولكن هذا ليس كل شيء. الخطة الدفاعية الجديدة تشمل أيضًا نشر ما بين 650 إلى 1400 جندي في مناطق عمليات خارجية، اعتمادًا على الموسم. هذا يعني زيادة كبيرة بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي. يهدف هذا التحرك إلى تعزيز التواجد البلجيكي في النقاط الأكثر حيوية بالنسبة للناتو، بدءًا من الشرق وصولاً إلى شمال أوروبا.
من أبرز الخطوات التي أعلنتها ديدوندر نشر مفرزة من 300 جندي في رومانيا ضمن مجموعة حلف شمال الأطلسي التكتيكية لحماية الجناح الشرقي للحلف. وبالإضافة إلى ذلك، ستعود بلجيكا إلى قوة “كفور” التابعة للناتو في كوسوفو، مما يجعلها تعيد تأكيد وجودها في أحد أكثر المناطق توترًا.
الطائرات بدون طيار والدور الهام في المستقبل
عام 2025 سيشهد أيضًا أول مشاركة تشغيلية للطائرات بدون طيار التي ستكون جزءًا من كتيبة Chasseurs à Cheval البلجيكية، في خطوة تعكس التقدم التكنولوجي الكبير الذي يحققه الجيش البلجيكي. هذه الطائرات ستكون مسؤولة عن مهام الاستخبارات والمراقبة وتحديد الأهداف، مما يعزز قدرة بلجيكا على مواجهة أي تهديدات محتملة.
توسيع النفوذ البلجيكي في شمال أوروبا
بالإضافة إلى ذلك، سيتم نشر أربع طائرات F-16 بلجيكية التي شاركت في مهمة دفاع جوي في ليتوانيا في عام 2024 إلى أيسلندا في عام 2025، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوجود البلجيكي في شمال أوروبا. هذه التحركات تشير بوضوح إلى أن بلجيكا تسعى إلى تعزيز قدرتها على التأثير في الصراعات العسكرية المتزايدة في هذه المنطقة.
التدريب العسكري ودعماً لأوكرانيا
منذ نهاية عام 2022، تم تدريب حوالي 3300 جندي أوكراني على يد مدربين بلجيكيين، في إطار دعم أوكرانيا في مواجهة تحدياتها العسكرية. وتشمل المجالات التي يتم التدريب عليها المشاة والهندسة القتالية والرعاية الطبية. علاوة على ذلك، ستشارك مفرزة بلجيكية مكونة من 55 جنديًا لمدة ثلاثة أشهر في البرتغال، لتدريب الجنود الأوكرانيين على قيادة طائرات F-16، ما يعكس التزام بلجيكا الثابت في دعم أوكرانيا.
ما الذي يعنيه كل هذا؟
بينما يبدو أن بلجيكا تستعد لمواجهة تحديات غير مسبوقة في السنوات القادمة، يظل السؤال الأهم: هل هذه التحركات العسكرية مؤشر على تصاعد التوترات العالمية؟ هل نحن على أبواب مرحلة جديدة من المواجهات الكبرى؟ المستقبل وحده كفيل بالإجابة.
وكالات