الانتخابات التشريعية في ألبانيا وأمل بمفاوضات مع الاتحاد الأوربي

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ أدلى الألبان بأصواتهم أمس الأحد في انتخابات تشريعية يأملون في أن تجري بلا حوادث أو اعتراضات، من أجل إقناع الاتحاد الأوروبي بفتح مفاوضات لضم هذا البلد، الذي يعد من أفقر بلدان أوروبا، بسرعة.ويتوجه الناخبون بأعداد كبيرة إلى مراكز الاقتراع منذ فتحها في هذه الانتخابات التي يتقدم فيها الحزب الاشتراكي بقيادة رئيس الوزراء إيدي راما الذي يحكم البلاد منذ 2013، بفارق طفيف على الحزب الديمقراطي اليميني بزعامة لولزيم باشا.ومنذ سقوط الشيوعية في تسعينيات القرن الماضي، شهدت عمليات الاقتراع أعمال عنف واحتجاجات وتبادلا للشتائم وتزويرا. وللمرة الأولى جرت الحملة بهدوء.وقالت فالنتينا موزيكاري (67 عاما) إن “الحملة كانت هادئة، وآمل أن تستمر بهذا الشكل حتى نهاية” الاقتراع. وقالت إنها صوتت في وقت مبكر لتتمكن من “مواصلة حياتها” والذهاب إلى الشاطئ.وتأمل هذه المقترعة المتقاعدة في تحقيق تقدم اقتصادي وسياسي يقرب بلدها من هدفه وهو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.وقال رئيس الحكومة إن المعسكرين “سيطلبان معا وبعد الانتخابات، فتح مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي” الذي ترشحت ألبانيا للانضمام إليه في 2014.وأوضح إيدي راما خلال الأسبوع الماضي أن “هناك أمرا واحدا مؤكدا وهو (…) أن معالجة ألبانيا من السرطان الذي أصابها بدأت”. ويلمح راما بذلك إلى إصلاح النظام القضائي الذي يستشري فيه الفساد، بطلب من أوروبا تم التصويت عليه في نهاية المطاف من قبل الحزبين الرئيسيين بعد تعثر. لكن الطريق ما زال طويلا إذ تشير المفوضية الأوروبية في تقريرها الأخير إلى أن “الفساد ما زال مهيمنا”.وراما الذي نفى مرارا اتهامات من قبل خصمه لولزيم باشا (43 عاما) الذي يأخذ عليه بلا أدلة إقامة علاقات مع الجريمة المنظمة وتحويل البلاد إلى “مستودع للمخدرات”، بات يرفض الرد عليها. وحشيشة الكيف الألبانية التي تعد وباء في البلاد، تغرق أسواق أوروبا. وتخلى باشا الشهر الماضي تحت ضغط الغرب عن تهديداته بمقاطعة الاقتراع ثم خفض من حدة اتهاماته. وشدد على مشروعه لـ”جمهورية جديدة” و”برنامج يتركز على الاقتصاد (…) وخفض الضرائب وتأمين منح للشباب ودعم مالي للمزارعين” الذين يدفعهم الفقر إلى زراعة حشيشة الكيف.لا يستبعد المحللون “تحالفا كبيرا” بين الحزبين الرئيسيين على الرغم من الخلافات الشخصية بين قيادتيهما. وقال الخبير السياسي أرديان سيبيسي “هناك اتفاق بين الأحزاب السياسية (…) على حملة أكثر هدوءا من الماضي”.ومقارنة بالدورات السابقة، وضع عدد أقل من الإعلانات أو اللافتات الانتخابية في شوارع المدن التي لا يفكر سكانها سوى بقضية واحدة هي الاقتصاد. وقالت أرديولا كارالي (23 عاما) التي تدرس المعلوماتية إن “عددا كبيرا من الشباب بمن فيهم أنا شخصيا، يريدون مغادرة البلاد لأنه علينا العمل، والعثور على وظيفة أمر بالغ الصعوبة”.وثلث الشباب عاطلون عن العمل. وخلال ربع قرن ارتفع معدل أعمار الشباب من سكان البلاد من 28 إلى 37 عاما. ومقابل 2,9 مليون ألباني بقوا في البلاد، هناك 1,2 مليون غادروها وهو رقم قياسي. ويحاول السكان تأمين عيشهم بدخل شهري يبلغ في المعدل 340 يورو.وصرح شكيب بربري (43 عاما) العاطل عن العمل الذي يعيش في كافاي، الضاحية الغربية للعاصمة تيرانا، إنه بالكاد يؤمن الغذاء لأولاده. وقال “آمل أن يؤمن لنا رئيس الحكومة الجديدة حياة أفضل لأن الذين يحكمون الآن لم يفعلوا شيئا”. وسيتم انتخاب النواب البالغ عددهم 140 لولاية مدتها أربع سنوات، بإشراف ثلاثة آلاف مراقب بينهم 300 أجنبي. وقد أظهر فرز جزئي للأصوات اليوم تقدم الحزب الاشتراكي الحاكم في ألبانيا بأغلبية واضحة في الانتخابات البرلمانية تبلغ 79 مقعدا من إجمالي 140 مقعدا مقابل 39 مقعدا للحزب الديمقراطي المعارض. وقال مراقبون محليون إن الإقبال الضعيف على التصويت في الانتخابات التي جرت الأحد أشار إلى أن الكثير من مواطني ألبانيا لا يثقون بأن أي من الحزبين الرئيسيين في البلاد، ملتزم حقا بتحسين مستوى الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post ايرلندا تنقذ مهاجريين ليبيبن من الغرق
Next post منتحلو الهوية السورية يقاضون ألمانيا