استمرار الأزمة الخليجية القطرية بين الأخذ والرد
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_تدخل الأزمة بين قطر ودول الخليج الشهر وتتوالى الأحداث التي تهدد بتصعيد خطير في المنطقة بسبب التصريحات المتعددة لمختلف المسؤولين. ورغم الجهود الدولية خاصة التركية والإيرانية منها لتجاوز الوضع غير أن الواقع يوحى باستمرار التوتر سيما بعد رفض الدوحة للمطالب الـ 13 التي تقدمت بها السعودية وحلفاؤها إلى الجارة قطر بوساطة كويتية.قطر تعتبر هذه المطالب تعجيزية وغير منطقية وتشكك في أهدافها الحقيقة، خاصة فيما يتعلق بالتعاون العسكري مع تركيا.البحرين، الذي يعد طرفا في أزمة حصار قطر صعد من لهجته تجاه الدوحة متهما إياها على لسان وزير خارجيته الشيخ خالد بن أحمد أل خليفة عبر شبكة تويتر بالتصعيد العسكري بقوله:أساس الخلاف مع قطر هو سياسي و أمني و لم يكن عسكري قط .. إحضار الجيوش الأجنبية و آلياتها المدرعة هو التصعيد العسكري الذي تتحمله قطرالانفراد بالتحالف مع دول خارج النظام الإقليمي و أحزاب إرهابية كالإخوان المسلمون و غيرهم تضرب في أساسات الالتزام مع الأشقاء في مجلس التعاون تخطئ بعض القوى الإقليمية إن ظنت بأن تدخلها سيحل المسألة ، فمن مصلحة تلك القوى أن تحترم النظام الإقليمي القائم و الكفيل بحل أي مسألة طارئة تغريدات بن أحمد آل خليفة جاءت كرد غير مباشر على موقف تركيا المدعم لقطر خاصة بعد الحراك الشعبي والدبلوماسي القوي المؤيد لقطر وتحول العاصمة التركية أنقرة إلى أحد المراكز الفاعلة في التعامل مع الأزمة الخليجية الراهنة، ضف إلى ذلك تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أروغان الأخيرة بشأن القاعدة العسكرية التركية الموجودة في قطر.هناك تضارب في سياسة قطر، فأما الالتزام بالنظام الإقليمي و معاهداته الدفاعية المشتركة و الثنائية مع الحليف الدولي الكبير او التدخل الإقليمي أردوغان الذي اعتبر لائحة مطالب دول الخليج إلى قطر “مخالفة للقانون الدولي” ورحب برفض الدوحة للائحة المطالب الصادرة عن السعودية وحلفائها. أما بشأن التواجد العسكري التركي في قطر والذي يعتبر من ضمن لائحة المطالب قال اردوغان:“اعتبر قاعدتنا العسكرية في قطر لا تخص الدول الأخرى.. ويجب احترامها”. من جهتها دعت الولايات المتحدة التي فجرت الخلافات بين السعودية وحلفائها والدوحة بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض إلى اعتماد “خطاب أقل حدة” بين قطر والدول المتحالفة بعد تنديد الدوحة بلائحة المطالب.اعتبرت واشنطن على لسان وزير خارجيتها ريكس تيلرسون بعض المطالب التي قدمتها الدول العربية “المقاطعة” لقطر، يمكن أن تصبح أساساً للحوار وحل الأزمة الدبلوماسية بين الأطراف.وقال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون: بدأت قطر بالنظر بدقة وتقييم عدد من الشروط التي قدمتها البحرين ومصر والسعودية والإمارات. ومع أنه سيكون من الصعب جدا على قطر تنفيذ بعض العناصر، هناك مجال واسع يشكل أساسا لاستمرار الحوار الذي سيفضي للحل”.وشدد مسؤول الديبلوماسية الأمريكية على أن بلاده ستبقى على اتصال وثيق بكافة الأطراف وستستمر بدعم جهود الكويت بالوساطة، داعيا في نفس الوقت كل الدول للحوار البناء بقوله:“الخطوة البناءة التالية، هي أن تجتمع كل الدول وأن تستمر بالحديث. نرى أن شركاؤنا وحلفاؤنا أقوى عندما يعملون سوية للوصول إلى هدف واحد. جميعنا متفقون أن هذا الهدف هو وقف الإرهاب ومكافحة التطرف. تستطيع كل دولة أن تسهم بدورها في هذه الجهود”.دعت دولة الإمارات العربية المتحدة السبت إلى ضمانات أوروبية وأمريكية لتنفيذ أي اتفاق محتمل مع قطر، مؤكدة في الوقت ذاته أن الأزمة عادت إلى مربعها الأول بعد “تسريب” الشروط الخليجية للدوحة. وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش:“هذا التسريب يعيد الأزمة إلى مربعها الأول ويعرقل وساطة كويتية بين الأطراف المتنازعة.”التسريب يسعى إلى إفشال الوساطة في مراهقة تعودناها من الشقيق، وكان من الأعقل أن يتعامل مع مطالب ومشاغل جيرانه بجدية، دون ذلك فالطلاق واقع.وبشأن الضغط الأوروبي قال قرقاش:لا نريد وساطة أوروبية، واعتقد أن الأوروبيين لا يريدون لعب دور الوسيط، دورهم يجب أن يكون الضغط على قطر.”وإلى جانب الضغط، طالب وزير الدولة الإماراتي قطر بتقديم ضمانات والموافقة على نظام مراقبة بقوله:“نحن نرى أن أحد الأفكار المطروحة أن هذه الضمانات تكون بنوع الرقابة الأوروبية الأمريكية“، مضيفا “لا بد أن يكون لدينا نظام ضمانات ونظام مراقبة وهناك اهتمام أوروبي أمريكي كبير جدا بهذه الفكرة”.وعلي الشقيق أن يدرك أن الحل لأزمته ليس في طهران أو بيروت أو أنقرة أو عواصم الغرب ووسائل الإعلام، بل عبر عودة الثقة فيه من قبل محيطه وجيرانه.وفي نفس الوقت لم يغلق قرقاش باب الحوار مع قطر داعيا إياها إلى النقاش الدبلوماسي لإنقاذ العلاقات بين دول الخليج وقال: “ستكون هناك محاولة دبلوماسية أو اثنتين، وبعد ذلك أن لم ينجح الأمر (…) ستتغير علاقات قطر مع الدول الثلاث الخليجية.”وتابع قرقاش أن “مجلس التعاون في أزمة لأن أحد الأعضاء يريد أن يلعب بقوانينه الخاصة وان يسجل أهدافا في مرمى فريقه.”أما بشأن الموقف التركي والعلاقات القطرية التركية خاصة العسكرية منها، دعا المسؤول الإماراتي أنقرة إلى التعقل بقوله:الأتراك انسحبوا من قطر في العام 1916 وبعد 101 سنة رجعوا إليها من جديد، لتركيا مصالح كبيرة جدا في المنطقة ونتمنى من تركيا أن تتعامل مع الوضع بتعقل.”للإشارة تركيا التي تسعى إلى التوسط في الأزمة الدبلوماسية الأكبر في المنطقة منذ سنوات نشرت في نفس الوقت جنودها في قطر، حليفتها السياسية الإقليمية، كما أجرت تمارين عسكرية مع قواتها، ما اعتبرته أبو ظبي مساسا باستقرار المنطقة بقوله:“هذا التصعيد لا معنى له ففي نهاية المطاف (وجود) ألف أو ألفين أو ثلاثة آلاف جندي تركي هو شعور بعدم الثقة لدى الحكومة القطرية وعدم الاستقرار والتوازن”. بعد التقارب النسبي بين طهران والدوحة في الآونة الأخيرة، غير أن إيران تتعامل بحذر وتحفظ مع هذه الأزمة.الرئيس الإيراني حسن روحاني جدد الاتصال بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، بالتزامن مع إعلان الإدارة الأمريكية أن الدوحة بدأت تدرس مطالب الدول العربية الأربع. وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فقد أكد الرئيس حسن روحاني، أن بلاده تريد توثيق العلاقات مع قطر، مضيفاً أن سياسة طهران تقضي بتطوير متزايد للعلاقات مع الدوحة. كما أكد أن “طهران تقف إلى جانب شعب وحكومة قطر”. وهذا هو الاتصال الثاني بين روحاني وتميم منذ بدء الأزمة الشهر الماضي. وفي دليل جديد على احتلال إيران موقعاً جديداً في الدوحة، قال روحاني، إن “دعم اقتصاد قطر وتطوير العلاقات، خصوصاً في القطاع الخاص في البلدين، قد يكونان هدفين مشتركين”.
التقارب الإيراني القطري يثير بعض الهواجس في الأوساط القطرية، حيث أشارت تقارير من الدوحة، إلى وجود بعض الجدل داخل الأسرة الحاكمة والخشية من هذه المغامرات غير المحسوبة. ويذهب قطاع عريض من القطريين إلى الخشية من أن يؤدي التقارب مع طهران إلى سقوط الدوحة تحت “النفوذ الإيراني”. إيران، أعلنت إرسال شحنات يومية مقدارها 1100 طن من الخضر والفاكهة إلى قطر منذ فرض الحصار.