تأشيرات ذهبية للمهاجرين الأثرياء في المجر
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ على بعد أيام من بدء الانتخابات التشريعية المجرية، نشرت صحيفة “ليبيراسيون الفرنسية مقالا حول “ازدواجية المعايير” في سياسات رئيس الوزراء، فيكتور أوربان الذي يطالب بطرد اللاجئين والمهاجرين، فيما يمنح “تأشيرات ذهبية لرجال أعمال سيئي السمعة”.وتتحدث الصحيفة عن تكثيف أوربان لحملاته “المعادية للأجانب”، بالتوازي مع اتهامه لخصومه بالتآمر “من أجل أسلمة البلاد وتشكيل حكومة مؤيدة للهجرة”.بالمقابل، يرحب أوربان بـ”المهاجرين الأغنياء”، حيث منحت حكومته تصاريح إقامة دائمة لحوالي 20 ألف مواطن غير أوروبي، حصلوا على “تأشيرات ذهبية”.وساعد برنامج “التأشيرات الذهبية” حكومة المجر على جمع أمول في وقت تراجع فيه تصنفيها الائتماني. وقدم البرنامج إقامة مؤقتة لخمسة أعوام على الأقل للأجانب الذين اشتروا سندات مجرية بما يصل إلى 300 ألف يورو، عبر “شركات خارجية غامضة”.وتقول الصحيفة إن العديد من الدول الأوروبية، مثل البرتغال ومالطا وهولندا، تمنح تصاريح إقامة، لكنها تطلب بالمقابل استثمارا أو خلق فرص عمل.أما في حالة المجر، فالأمر مختلف، حيث يسترد الأجانب حصصهم خلال خمس سنوات، مع دفع عملات لشركات خارجية، بعضها قد يكون مرتبطا بالحزب الوطني، (الذي ينتمي إليه أوربان).في السياق، تشير الصحيفة إلى ما كشف عنه تحقيق استقصائي أجراه موقعان مجريان، كشفا فيه أن رجلا سوريا، هو عطية الخوري، يخضع لعقوبات أمريكية لمساعدته الحكومة السورية، حصل على إقامة في المجر، بموجب برنامج تأشيرات دشنته حكومة أوربان عام 2013.وتتهم الولايات المتحدة عطية بدفع أموال لمشتريات وقود من تنظيم “الدولة الإسلامية” لصالح حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد.وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قالت، حين فرضت العقوبات على رجل الأعمال في العام 2016، إنه أدار شركة “مونيتا ترانسفير آند إكسيتشينج”، ونقل أموالا بين سوريا ولبنان وروسيا نيابة عن شخص آخر، وبتفويض من الحكومة السورية.وأكد مكتب الهجرة المجري أنه أصدر تأشيرة دخول دائمة لخوري في العام 2017. فيما قال يانوس لازار، مدير مكتب أوربان في مؤتمر صحفي دوري إن أجهزة الأمن القومي قامت بفحص حالة كل من اشترى السندات التي تمنح الإقامة.من جهة أخرى، ترى الصحيفة أن الروس يعتبرون أيضا من المهاجرين المرحب بهم من قبل رئيس الوزراء المجري، حيث باعت سفارة بلاده في موسكو لهم عشرات آلاف التأشيرات.قصة أخرى تثيرها الصحيفة، هي ما يتعلق بمنح تأشيرة للسعودي، غيث فرعون، عام 2016. والحديث هنا عن عدة عقارات اشتراها الرجل، بما فيها فيلا بالقرب من مقر إقامة أوربان.وفرعون هو رجل ثري مطلوب لمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية (إف بي آي)، الذي أصدر مذكرة توقيف بحقه عام 1991، بتهمة الاحتيال على البنوك والتآمر والابتزاز.وفي الجزائر، حكمت عليه محكمة غيابيا بتهمة الاختلاس، كما فتحت العدالة الفرنسية تحقيقا في جريمة غسل أموال ضده. وعلاوة على كل ذلك، كان فرعون متورطا في تمويل شبكة الزعيم السابق لتنظيم “القاعدة، أسامة بن لادن.
يوروينوز