السلطات البحرينية ترفض دخول نائب بالبرلمان الدانمركي وناشط أيرلندي
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ أفاد مركز الخليج لحقوق الإنسان الأربعاء أن السلطات البحرينية رفضت دخول النائب بالبرلمان الدانمركي لارس أصلان راسموسن والناشط الأيرلندي في حقوق الإنسان براين دولي إلى أراضيها بدعوى تشكيلهما “خطرا أمنيا” على البلاد. وكان لارس ودولي قد وصلا إلى المنامة في الثانية من صباح الأربعاء بغرض زيارة عبد الهادي الخواجة، الناشط البحريني-الدانمركي في مجال حقوق الإنسان والمحكوم بالسجن المؤبد في البحرين منذ العام 2011 بعد اتهامه بالمشاركة في “مؤامرة لقلب نظام الحكم والتخابر مع منظمة إرهابية تعمل لصالح دولة أجنبية”، وذلك إثر مشاركته في الاحتجاجات التي اندلعت آنذاك في إطار “الربيع العربي” ومطالبته بإصلاح نظام الحكم في البحرين ومكافحة الفساد المستشري في البلاد.وذكرت متحدثة باسم الحكومة البحرينية مبررات الرفض بقولها إنهما “لم يتبعا الإجراءات القانونية للحصول على تأشيرة دخول البلاد”. وأضافت بأن “هذين الشخصين كانا على علم كامل قبل وصولهما برفض السماح بدخولهما لعدم اتباع هذه الإجراءات”.فرانس24 تحدثت عبر الهاتف مع الناشط براين دولي، ويعمل دولي مستشارا في “مركز الخليج لحقوق الإنسان” الذي شارك الخواجة في تأسيسه قبل اعتقاله مع نبيل رجب ، وهو ناشط بارز آخر سجنته السلطات، من مطار المنامة بعد أن صادرت السلطات البحرينية جواز سفره ومعه النائب الدانمركي لارس راسموسن. دولي أكد الحادثة وكذب ما قالته المتحدثة الرسمية باسم الحكومة وقال: “هذا هراء، نحن مواطنان أوروبيان ولسنا بحاجة لإتباع إجراءات بعينها للحصول على تأشيرة دخول”، وبالفعل المواطنون الأوروبيون يحصلون على التأشيرة آالياً بمجرد وصولهم إلى مطار المنامة.يكمل دولي روايته لما حدث قائلا: “وصلت حوالي الساعة الثانية من صباح الأربعاء مع زميلي النائب الدانمركي وأعلنا للسلطات بوضوح نيتنا في زيارة الناشط عبد الهادي الخواجة في السجن. أخذ المسؤول الجمركي جوازات سفرنا ولم يعد لنا إلا بعد مرور خمس ساعات، أي حوالي الساعة السابعة صباحا، وقال لنا إن السلطات رفضت دخولنا للأراضي البحرينية معللة ذلك بكوننا ’خطرا على الأمن‘”.من جهته النائب الدانمركي لارس راسموسن وعبر موقع تويتر كان دائم التغريد عن الموقف. وقال في تغريده حوالي الساعة السابعة صباحا “أوقفتني الديكتاتورية البحرينية الآن لمدة خمس ساعات وصادرت الشرطة جواز سفري لأنه يبدو أنه من الخطر الشديد أن يقوم سياسي دانماركي بزيارة مواطن دانمركي آخر في السجن. ما الذي لا يودون أن أراه؟”.دولي عبر عن دهشته الشديدة من اعتباره “خطرا على الأمن” في البلاد، ويقول إنه يزور البحرين منذ بداية الألفية الثالثة وأن آخر زيارة له كانت في العام 2012. لكنه منذ بدأ في انتقاد الأوضاع الحقوقية والقمع السياسي في البحرين بعد هذا التاريخ أصبح شخصا غير مرغوب به ورفضت السلطات البحرينية السماح له بالدخول لمرات عديدة. كما يستغرب موقف السلطات من احتجاز جواز سفريهما حتى الآن رغم طلبها منهما المغادرة فورا. وقال: “كيف نغادر البلاد بدون جواز سفر؟”. ولا يزال دولي وراسموسن ينتظران في مطار المنامة على أمل المغادرة في رحلة الليلة أو صباح الغد.وبسؤاله ماذا تخشى السلطات البحرينية من زيارتهما لعبد الهادي الخواجة، قال براين دولي إن السلطات البحرينية ومنذ وقت طويل ترفض السماح للحقوقيين الدوليين والصحفيين بدخول البلاد خشية نقلهم الصورة الحقيقية لما يحدث هناك من قمع، ويأتي ذلك خاصة مع تصاعد كبت الحريات والاعتقالات التعسفية منذ العام الماضي 2017 وزيادة حالات الإعدام.
عبد الهادي الخواجة
ولكن من هو عبد الهادي الخواجة الذي ترفض سلطات البحرين زيارة الناشطين والصحافيين له؟هو ناشط قديم في مجال حقوق الإنسان في البحرين ونال حق اللجوء في الدانمرك العام 1992. أسس الخواجة مركز البحرين لحقوق الإنسان في العام 2001 بعد عودته للبحرين وبدء الإصلاحات السياسية بالبلاد لكن السلطات اعتقلته في العام 2004 بعد توجيهه سلسلة من الانتقادات للحكومة بشأن حقوق الإنسان وقمع حرية التعبير وانتشار الفساد ونهب الأموال، غير أنه حصل على عفو ملكي وأطلق سراحه.قام عبد الهادي الخواجة بدور كبير في احتجاجات الربيع العربي في البحرين العام 2011 وخاصة توعية المتظاهرين بحقوق الإنسان، وهو ما أثار ضغينة السلطات البحرينية ضده فقامت باعتقاله مجددا في 9 أبريل/نيسان من نفس العام وتعرض للضرب المبرح أثناء الاعتقال بحسب مركز البحرين لحقوق الإنسان، في حين قالت هيومان رايتس ووتش إنه أدخل المستشفى للعلاج من الإصابات التي لحقته في فكه وجبهته لمدة ستة أيام.بداية العام 2012 قام بإضراب عن الطعام استمر أسبوعا ثم عاود الكرة في نيسان/أبريل بإضراب عن الطعام استمر 58يوما نقل على إثره إلى المستشفى لتدهور حالته الصحية. وطلبت الدانمارك مرار تسليمها الخواجة الذي يحمل جنسيتها بسبب حالته الصحية لكن البحرين رفضت.ومنذ شهرين نقلت وسائل إعلام عن زوجته أن الخواجة نقل مجدداً إلى المستشفى مقيدا بالسلاسل بعد تعرضه للاستهداف والمعاملة السيئة من قبل سلطات السجن.
الفورمولا 1
يأتي هذا في وقت تستعد فيه البحرين لاستقبال سباق السيارات العالمي فورمولا 1 الذي ينظم منذ العام 2004 في البلاد ويتابعه ملايين الأشخاص حول العالم. وتعد استضافة البحرين لهذا السباق حدثا مهما في البلاد التي يتوافد عليها آلاف السياح لحضوره ما يمثل دعما قويا لاقتصادها الذي يعاني من الضعف.ويعتبر مضمار حلبة البحرين الدولية واحدا من الوجهات المفضلة لأشهر السائقين العالميين في سباقات الفورمولا 1، ولطالما تمكن من خطف الأنظار منذ الوهلة الأولى لتشييده في العام 2004، وذلك يعود على جودة مرافقه والخدمات المميزة التي يوفرها للفرق والسائقين. وخلال السباق العالمي الذي سينطلق كجولة ثانية من بطولة العالم للفورمولا واحد ستنطلق بطولتين عالميتين أبرزها بطولة الفورمولا 2 وبطولة تحدي كأس البورش “جي تي 3” الشرق الأوسط. وبهذه المناسبة وجه دولي رسالة عبر تغريدة على موقع تويتر إلى عشاق ومعجبي الفورمولا قائلا: “يا عشاق #فورمولا1 انظروا ماذا يفعلون في دولة البحرين البوليسية: القبض على خمسة أشخاص بسبب تغريداتهم الأسبوع الماضي، واليوم أنا والنائب الدانمركي لارس أصلان تم طردنا لأننا نتحدث عن حقوق الإنسان”.وقال دولي: “منع البرلمانيين وجماعات حقوق الإنسان والصحافيين من دخول البلاد يظهر حجم ما يريد النظام إخفاءه”. في حين قال راسموسن “جئنا لنظهر أن الخواجة وغيره من نشطاء حقوق الإنسان في السجون لم يطوهم النسيان ولتذكير الحكومة الدانمركية بأن عليها أن تضغط أكثر من أجل إطلاق سراحه”.
فرانس24