لمحة من عمق القمة العربية – 2*

محمد علي المبروك
انعقدت القمة العربية ( 29 ) في مدينة الظهران السعودية لساعات فما من قضايا عربية تتطلب الوقت الطويل وما من قضايا عربية تتطلب التدبير والتفكير لانها قضايا محسومة بالتصريحات والبيانات وابدأ الشعور والتعبير عن الخاطر والإحساس العاطر .
قمة بحكم العادة وليست بحكم التعقيدات والمخاطر المحدقة بالبلاد العربية ولاتعدو عن كونها قمة  للتصريحات والبيانات ككل القمم العربية السالفة ، قمة تعقبها قمة والقضية الاساسية تتعاقب دون جديد من قمة الى قمة وهى القضية الفلسطينية لانها تدار من بدايات القمم العربية  والى لواحقها القممية بالبيانات والتصريحات وابدأ المشاعر  ولاتدار هذه القضية بالارادة والعزم والعمل العربي الجاد المهموم المشترك وهذا مايملكه اصحاب الجلالة والسمو والفخامة ، الغريب في هذه القمة والقمم القريبة السالفة هى عرض قضايا لم تأت بذاتها بل صنعها اصحاب الجلالة والفخامة والسمو وبعد ان تعرضوا لتداعياتها اصبحت تعرض كقضايا من قضايا القمم العربية  ومن القضايا المصنوعة من حكامنا التى هى نتاج من صناعات حكمهم والمطروحة في هذه القمة هى قضية المد الإيراني والتدخلات الإقليمية في بعض البلدان العربية فمن مهد لهذا المد الإيراني في الشرق الأوسط ومن أتاح تدخل تركيا في بعض البلاد العربية ؟ لم يتوسع التمدد الايراني في الشرق الأوسط الا بعد ابواب فتحها اصحاب الجلالة والفخامة والسمو ولم يدركوا عواقب فتحها الا بعد نتائج هذا الفتح فلم يتوسع المد الإيراني الا بعد العدوان على العراق وكان العراق عقبة حقيقة لهذا التوسع وقد ساهم حكامنا في هذا العدوان مما اضعف العقبة الحقيقية لهذا التوسع في الشرق الأوسط  وبعد ازاحة هذه العقبة لم يستطيعوا تأسيس عقبة جديدة ضد هذا التوسع بل تركوا فراغا موحشا لهذا التوسع وقاموا بدعم ساسة جدد في العراق فاسدين وعملاء لإيران وغير ايران ، ولم تنفتح شهية التدخل التركي والايراني في العراق وسوريا وحتى قطر الا بعد مساهمة حكامنا في إقصاء ومنابذة سوريا وقطر كبلدين عربيين عن إجماعهما العربي وبعد مساهمتهم في تدمير النظام العربي العراقي فوجدت سوريا الحضن الإيراني مفتوحا لها بعد نبذها من الحضن العربي ووجدت قطر الحضن التركي مفتوحا لها بعد نبذها من الحضن العربي ووجدت ايران العراق داني متدني لها بعد اخماد حيويته القومية بالعدوان عليه وتركه خامدا جامدا دون اعادة لحيويته القومية مما كان غنيمة سهلة للوحش الايراني  ومن القضايا الاخرى المطروحة في هذه القمة هى الوضع في اليمن وسوريا وليبيا وهى اوضاع لم يتدارك حكامنا بتحولها الى قضايا سوف تتاثر بها بلدانهم تاثير مباشر فساهمت صناعتهم في هذه الاوضاع فلم يكن الوضع في ليبيا الا انعكاسا لاسقاط نظام القذافي والذي ساهمت فيه دول من الجامعة العربية ولم يكن الوضع في سوريا الا انعاكسا لسياسة المعاداة والمنابذة لسوريا عبر دعم المعارضة المسلحة السورية من دول الجامعة العربية بدل من سياسية الاحتواء المامؤنة من التداعيات والتعقيدات ، ولم تكن قضية الاٍرهاب المطروحة في قمة القدس الا نتاج لبذرة التيار السلفي التى زرعتها الدولة المستضيفة للقمة ورعتها عناية وسقاية فكرية عبر عقود  حتى نمت وتفرعت الى عدة جماعات متنطعة شوهت الاسلام والمسلمين وهى الآن تطرح كقضية مقلقة ، من زرع حصد ومن حصد ليتحمل حصاد زرعه ، الاغرب من غرابة طرح قضايا صنعتها ايادي اصحاب الفخامة والسمو والجلالة هو الاحراج الذي يضع فيه القادة العرب انفسهم فقضايا يكفونها بكلمات بعد كلمات ولا قدرة ولا ارادة لهم على تغييرها وحل عقدها فلماذا يجتمعون عليها في قمة بعد قمة ويضعون انفسهم في موقف العاجز المحرج ؟ .. بحكم العادة وحسب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post طفل يولد بعد وفاة والديه بأربع سنوات
Next post قمة الدمام: اختبار حدود العلاقة العربية -الإسرائيلية