منظمة لوريفوج في فرنسا تقدم خدماتها لمثلي المغرب وأفريقيا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ تقدم منظمة “الملجأ” أو “لوريفوج”، التي يوجد مقرها المركزي في مونبولييه جنوبي فرنسا ولها عدة فروع عبر تراب البلاد، خدمات متنوعة للمهاجرين المثليين. وينتمي هؤلاء إلى دول أفريقية ومغاربية. مهاجرون دخلوا في قطيعة مع بلدانهم وحتى أسرهم، ولم يجدوا إلا حضن هذا “الملجأ”، أو “العائلة” كما يعتبرونها، لاحتضانهم والإنصات لهمومهم. لا يحمل اسمها أي دلالة على العمل الذي تقوم به تجاه شريحة معينة من المهاجرين. “لوريفوج” أو “الملجأ” هي منظمة فرنسية تولي عناية خاصة للمهاجرين المثليين. وتستقبل في الوقت الحالي العشرات من هؤلاء عبر فروعها الموزعة على مجموعة من المدن الفرنسية، فيما يوجد مقرها الرئيس في مدنية مونبولييه جنوبي البلاد. ويؤكد العاملون الفرنسيون في مجال الهجرة أن أعداد هذه الفئة تزايدت في السنوات الأخيرة. “ليس لدينا أرقام، لأنه ليس من حقنا في فرنسا القيام بتصنيفات حسب الميول الجنسي للشخص، لكن يمكن لي أن أؤكد أن هذا النوع من الطلبات في ارتفاع متواصل منذ 2013. وينحدر هؤلاء المهاجرون المثليون خاصة من دول أفريقية”، يؤكد المدير العام للهيئة الفرنسية لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية باسكال بريس في تصريح لمهاجر نيوز. وانخراط “لوريفوج” في العمل لصالح هذه الشريحة انطلق منذ سنوات، خاصة مع اندلاع أزمة الهجرة في 2015، علما أن تاريخ تأسيس الجمعية يعود إلى 2003. “لم يكن اختيارا، لكن الواقع فرض علينا ذلك”، يشرح فريديريك غال المدير العام للمنظمة لمهاجر نيوز سر اهتمام المنظمة بهذه الفئة. وارتفع عدد المهاجرين المثليين، حسب أرقام تعود لهذه المنظمة، من 14% في 2016 إلى 28% في 2017.تأوي المنظمة في مونبولييه 12 مثليا نصفهم من المهاجرين، من مجموع 71 مهاجرا مثليا تحتضنهم عبر التراب الفرنسي يحملون جنسيات البلدان التالية: جزر موريس، المغرب، مالي، غينيا. وسبب اختيار هؤلاء المهاجرين لمنطقة في عمق الجنوب الفرنسي لا يجد له تفسير المدير العام للجمعية. فيما يوضح المهاجر الغيني فليكس أن مجيئه لمونبولييه “كان بفضل مثلي مالي، أخبرني بوجود منظمة تعتني بالمثليين في المدينة”.لا يمكن أن يستفيد المهاجر المثلي من خدمات المنظمة إلا بعد خضوعه لحزمة من الإجراءات تعتمد أساسا على المقابلات الفردية، لمعرفة ما إن كان مثليا فعلا تعرض للاضطهاد في بلاده أم أنه يزعم ذلك فقط للاستفادة من المساعدات التي تقدمها الجمعية.”بعد استقبال طلباتهم عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني وتحديد موعد معهم، تأتي المرحلة الثانية حيث تتم مقابلة المهاجر المثلي، الذي يطلب منه أن يحكي قصته. وإن تم قبوله، يمر للمرحلة الموالية وهي تحديد احتياجاته، وقد تكون الإيواء ثم المصاحبة في الإجراءات الإدارية، أو المصاحبة فقط إن كان يتوفر على مأوى”، يحدد المدير العام المراحل التي يمر بها ملف المهاجر قبل الاستفادة من خدمات المنظمة.وتضمن المنظمة للمهاجرين المثليين، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و28 عاما الإيواء لمدة يصل معدلها لثمانية أشهر، حسب توضيحات المدير العام فريديريك غال، الذي أشار إلى أن المثليين في فرنسا هم الأكثر عرض للانتحار. وتعتمد المنظمة في مداخيلها المالية على الهبات بنسبة عالية. كما تنشط بفضل شبكة واسعة من المتطوعين، حيث يشكلون أغلبية الناشطين في صفوفها. لكن هذا الإجراء المعتمد لاستفادة المهاجرين من خدمات المنظمة يمكن أن تعتريه بعض الثغرات، وإن كانت “نادرة جدا”. “ليس لدينا جهاز كشف الكذب”، يقول مدير المنظمة، متحدثا عن بعض الأخطاء التي يمكن أن تحصل في تقييم ملف مهاجر مثلي. “كشفنا في مدينة ليون بعد مدة من الزمن أن مهاجرا قدم نفسه على أنه مثلي، وتبين فيما بعد أنه ليس كذلك، لكن لا يهم بالنسبة لنا، لقد قدمنا له المساعدة كمهاجر”، تلفت مسؤولة في الجمعية إلى الهدف الأسمى للمنظمة.ولا يخفي مدير المنظمة أن رفض طلبات لجوء بعض المهاجرين المثليين قد يؤدي بهم إلى “العيش في السرية”. إلا أنه يشير إلى أن “لوريفوج” “لا تدقق في ملفات طالبي اللجوء بنفس الكيفية التي تدقق بها الهيئة الفرنسية لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية”. وهناك مهاجرون رفضت طلباتهم “لأنهم لم يتحدثوا عن مثليتهم أثناء مقابلتهم مع موظفي” هذه الهيئة، يذكر غال.هذا، في الوقت الذي تؤكد فيه الهيئة الفرنسية لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية على إيلائها أهمية خاصة للمهاجرين المثليين. “طلبات لجوء المثليين يوليها موظفونا أهمية خاصة. لقد خاضوا تدريبات على خمس إشكاليات: المثلية، العنف ضد النساء، القاصرون المعزولون، ضحايا التعذيب، ضحايا الاستعباد”، يشدد باسكال بريس مدير الهيئة الفرنسية لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية
مهاجر نيوز