سويسرا تحتضن اجتماعاً بشأن توحيد قبرص
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_جولة جديدة من المفاوضات يبدؤها القبارصة اليونانيون والأتراك الأربعاء في سويسرا، في إطار الجهود الرامية إلى إعادة توحيد جزيرتهم المقسومة منذ أكثر من 40 عاما.وتقع على عاتق مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى قبرص إسبن بارث إيده مهمة التوفيق بين المجموعتين من أجل إقامة “دولة فدرالية” في قبرص.الوسيط الدولي خلال مؤتمر صحافي في جنيف بأن “الأمر لن يكون سهلا، وليس هناك أي ضمانة للنجاح” لكنه اعتبر أنها “فرصة فريدة“، وعبر عن أمله في التوصل إلى حل و“أن يذهب الجميع إلى الاجتماع بهذه الروحية”.المفاوضات الجديدة تجري بين الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس وزعيم القبارصة الأتراك مصطفى أكينجي في فندق فخم في منتجع كران مونتانا الواقع على ارتفاع 1500 م في سويسرا.ويشارك في هذه الجولة وزراء خارجية الدول “الضامنة” لأمن الجزيرة، تركيا واليونان وبريطانيا القوة المستعمرة السابقة.كما ستحضر المفاوضات وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إذ أن قبرص من دول الاتحاد الذي انضمت إليه عام 2004.وكانت الجولة السابقة من المحادثات لتوحيد شطري قبرص، التي جرت في كانون الثاني/ يناير على ضفاف بحيرة ليمان في سويسرا، قد باءت بالفشل، مع إحراز تقدم طفيف.الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي يتابع هذا الملف عن كثب قال أن “فرصة توحيد جزيرة قبرص أخيرا أمامنا”.ودعا غوتيرش من نيويورك المشاركين إلى “انتهاز هذه الفرصة، من أجل قبرص في المقام الأول، ولكن أيضا من أجل منطقة شرق المتوسط”.الوسيط الدولي اعتبر أنه تم تحقيق “تقدم كبير” في كانون الثاني/ يناير في المسائل التي تعني الوفدين القبرصيين، وهي تقاسم الحكم وإعادة الأملاك المصادرة والمسائل الاقتصادية والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي والتقسيم الجغرافي بين المجموعتين.لكنه أقر في المقابل بأن “وجهات النظر على طرفي نقيض” في ما يتعلق بمسألة أمن الدولة المقبلة.ويحتفظ “الضامنون” الثلاثة لأمن الجزيرة بالحق في التدخل عسكريا.نيقوسيا المدعومة من أثينا تطالب بانسحاب جميع الجنود الأتراك ، وهو ما يرفضه القبارصة الأتراك.مصدر دبلوماسي قال إن تركيا على استعداد لخفض وجودها العسكري في الجزيرة بنسبة 80% .وتهيمن على المحادثات أيضا مسألة التنقيب عن النفط والغاز التي تطالب أنقرة بتعليقها إلى حين التوصل لنتيجة في المحادثات.والجزيرة الواقعة شرق البحر المتوسط مقسمة منذ عام 1974، لدى اجتياح الجيش التركي أجزاءها الشمالية، ردا على انقلاب للقبارصة اليونانيين كان يهدف إلى ضمّ الجزيرة باليونان.وتنشر تركيا نحو 35 ألف جندي في “جمهورية شمال قبرص التركية” التي لا تعترف بها من الأسرة الدولية إلا أنقرة. ويفصل بين الشطرين منطقة عازلة منزوعة السلاح تسيطر عليها قوات حفظ السلام الدولية.