دور إيران في شرق أوسط مضطرب بمركز بروكسل

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ عقد مركز بروكسل للبحوث وحقوق الانسان مؤتمرا بعنوان ” دور إيران في شرق أوسط مضطرب: نحو موقف أوروبي جديد تجاه ايران” في البرلمان الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل يوم الثلاثاء الخامس من يونيو/حزيران 2018 حول إيران ومصير الاتفاق النووي.ولقد تباينت وجهات النظر ما بين الحاضرين حيث اعتبر بعضهم أن إيران تدير حربا بالوكالة في بعض الدول العربية في حين اعتبر آخرون ان إيران هي جزء من الحلول حيال الأزمات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط. وكان من بين الحاضرين عدد من السفراء والسياسيين وخبراء من مراكز أبحاث أوروبية وعالمية.السيد رمضان أبو جزر مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان المشرف على تنظيم هذا الحدث اعتبر أن إيران “دخلت في معركة شرسة من أجل السيطرة الإقليمية منذ إنشاء الجمهورية الإسلامية، وقد لعبت أنشطتها دوراً مؤثراً في المسار المختلط والمتغير للعديد من الصراعات، في أعقاب تدخل الولايات المتحدة في كل من أفغانستان والعراق، وبعد الاتفاق النووي لعام 2015، تم إدخال حقبة جديدة من العلاقات الخارجية والدبلوماسية بين إيران والاتحاد الأوروبي وشركائها”.ويضيف مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان “انه لا تزال الأسئلة المتعلقة بالتزام إيران بشروط الصفقة قائمة. بدلاً من إصلاح الوضع الداخلي وبناء علاقة بناءة أكثر مع الغرب أو جيرانه في الشرق الأوسط، أعطت الاتفاقية إيران مزيدًا من النفوذ في التدخل في المنطقة من خلال وكلائها الدائمين، مثل حزب الله، والنظام السوري والميليشيات الشيعية في كل من اليمن والعراق”.ذا وقد قام بإدارة الجلسة السفيرمارك أوتي المبعوث البلجيكي الخاص لسوريا والشرق الأوسط والمستشار الرسمي لنائب رئيس وزراء بلجيكا ووزير الخارجية ديدييه ريندرز. حيث شدد الدبلوماسي البلجيكي على ان إيران لاعب أساسي في منطقة الشرق الأوسط وأن سياسة طهران في المنطقة جلية للعيان، سوى ان الوقت غير مناسب للمطالبة بتغيير نظام الحكم. مضيفا أن منطقة الشرق الاوسط تمر بازمات بسبب الحروب التي استوطنت عدة بلدان بسبب عدم الاستقرار السياسي. مضيفا أن انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي ادى إلى إحداث فجوة بين ضفتي الأطلسي. اما السيدنيكولا سوران سفير فرنسا لدى الاتحاد الأوروبي فقال إننا امام قضية تتجاوز فعلا الاتفاق النووي ذلك أن أمن المنطقة على المحك، كما الأمن العالمي في الوقت نفسه. وأضاف الدبلوماسي الفرنسي انه بعد مرور 4 أسابيع على قرار دونالد ترامب القاضي بالانسحاب من الاتفاق النووي فإن قضايا عديدة تثار اليوم على اعتبار أن الأوروبيين ملتزمون بالاتفاقية النووية طالما ان إيران ملتزمة ببنود الاتفاق الذي تم توقيعه في 2015.وأشار السفير سوران إلى أن الدول 28 تبنت موقفا موحدا في ما بينها بشان المحافظة على الاتفاق النووي باعتباره صمام الأمان للسلم العالمي بشكل عام و الأوروبي بخاصة. مضيفا انه لا حل بديلا للاتفاق النووي. وقال إن ثمة وجهات نظر أوروبية معارضة لبعض الممارسات التي تعتمدها إيران ومن بينها تطبيق عقوبة الإعدام التي تطال القصّر بشكل خاص.وتطرّق السيد إيثان كوربان مدير لجنة حلف الناتو البرلمانية، ولجنة الأمن والدفاع في الحلف إلى موضوع الاتفاق النووي وكيف أن الأوروبين أصيبوا بالصدمة بعيد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي. وأضاف إن الأوربيين كانوا يثقون فعلا في نوايا طهران السلمية.أما السيد إيمانويل دوبوي ، رئيس معهد الاستشارات والأمن الأوروبي (IPSE) الأمن الوطني للدفاع عن اتحاد الديمقراطيين والمستقلين فاعتبر أن إيران هي جزء من الحل من أجل تسوية بعض النزاعات الإقليمية. وان الحل برأيه هو الإبقاء على هامش من التفاوض من إيران بغية تحقيق الاستقرار العالمي ويتم ذلك عبر آلياات عدة منها بناء ثقة ما بين مختلف الاطراف والدول التي تعتبر متاخمة لمنطقة الخليج.أما عضو البرلمان الاوربي توني كيلام عن الحزب الشعبي الأوروبي وعضو لجنة السياسات الخارجية في البرلمان الأوربي ولجنة الدفاع و الامن في البرلمان الأوربي فأسهب في الحديث عن سياسات إيران التوسعية في المنطقة والتي تندرج حسب رأيه في تشكيل نفوذ استراتيجي. وطالب توني كيلام من الاتحاد الأوروبي أن يضغط على إيران للحصول على نتائج ملموسة وإيجابية في ما يتعلق بترقية مجالات احترام حقوق الإنسان مضيفا أن ميزانية إيران عرفت ارتفاعا في مجال السباق نحو التسلح وهذا يضر بالمنطقة لا محالة.كما أن “إيران لها أدوار في الحروب بالوكالة وذلك من خلال التدخل في شؤون الدول المجاورة مما يزعزع استقرار الشرق الأوسط. كما سيأخذ بعين الاعتبار الانتهاكات الإيرانية بما يتعلق بحقوق الانسان في الداخل الايراني وقمع الناشطين والاخفاء القسري والاعدامات خارج القانون. والاعتداءات على الحريات المدنية وحقوق المرأة ودور إيران في ازمة الاتفاق النووي واليات تنفيذه ذلك لما للملف من أهمية قصوى للبرلمان الأوروبي ودول الاتحاد ودول المنطقة”.ويؤكد المنظمون انه لمعالجة هذه التحديات المعقدة “قد يجبر المستقبل القريب إيران على الكثير من التغيرات. وهذا ممكن إذا استفاد الاتحاد الأوروبي من نفوذه لتفادي تصاعد العنف في الحروب بالوكالة والتصدي لحالة حقوق الإنسان المتدهورة في البلاد، وضمان ألا تصبح إيران دولة نووية”.ويضيف المنظمون إنه في أعقاب التقرير البرلماني للاتحاد الأوروبي حول استراتيجية الاتحاد الأوروبي تجاه إيران، سيسعى هذا الحدث إلى إجراء حوار بناء بين مجموعة واسعة من الخبراء وصانعي السياسات والجهات الفاعلة في المجتمع المدني لمناقشة وإعادة التفكير في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإيران، كما ان انعدام الامن والتوتر السياسي في إيران كفيل ان يؤدي الى خسارة كبيرة للاستثمارات الأوروبية في إيران”.
يورونيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post السفير الإيراني لدى الاتحاد الأوروبي ينتقد الأوروبيين
Next post اعدام بقرة لتجاوزها الحدود الأوروبية بلا تصريح