فضيلة لعنان رمز للبلجيكيين
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ استضافت يورونيوز السيدة فضيلة لعنان وهي بلجيكية من أصول مغربية .. وزيرة البحث العلمي البلجيكية المكلفة بالبنيات الرياضية المشتركة والوظيفة العمومية. شغلت فضيلة لعنان في العام 2004 منصب وزيرة الثقافة في فدرالية والوني ببروكسل وقد أثار التعيين ضجة كبيرة حينها في بلجيكا . تشغل فضيلة لعنان أيضا منصب وزيرة رئيسة للجنة الجاليات الفرنسية، وكذا مكلفة بالتعليم والنقل المدرسي والحضانات، وكذا الرياضة والثقافة والميزانية. وهي من المناضلين في الحزب الاشتراكي البلجيكي. في العام 2004 اعتبرت فضيلة لعنان أول امرأة من أصول عربيّة إسلامية تُعيّن في منصب وزيرة للثقافة في بلد غربي ذي ثقافة مسيحيّة. وبمكتبها بشارع دو ريجون بالعاصمة البلجيكية بروكسل، التقينا الوزيرة البلجيكية التي تنحدر من مدينة الناظور في منطقة الريف المغربيوالتي تصر على عدم تنازلها على الجنسية المغربية، إذ تحمل الآن جنسية مزدوجة مغربية وبلجيكية فكان لنا هذا اللقاء.
يورونيوز: أنت أول امراة بلجيكية من أصول أجنبية تتولى منصب وزيرة في بلجيكا، هل ثمة وصفة معينة يستأنس بها البلجيكيون من أصول أجنبية وينبغي اعتمادها لتحقيق نجاحات في مجال السياسة
الوزيرة فضيلة لعنان: لست أدري إن كانت توجد وصفة ما لبلوغ ما أشرتم إليه، لكنني انتخبت في العام 2004 في برلمان بروكسل وصحيح أنني كنت لمدة ثلاثة اسابيع نائبا في البرلمان ثم طلب مني أن أشغل منصبا وزاريا من قبل رئيس الحزب الاشتراكي البلجيكي ايليو دي روبو.
كان تعييني وزيرة مفاجأة حقيقية بالنسبة لي ذلك أنني لم أترشح لأكون وزيرة فقد كنت راضية على انتخابي نائبا في برلمان بروكسل، فكان الأمر بالنسبة لي مفاجأة و حدثا مميزا حقا.أراد الحزب الاشتراكي البلجيكي أن يرسل برسالة للجالية المغربية حيث إن الجالية المغربية تصوت بقوة لصالح الحزب الاشتراكي البلجيكي كما أنني أعتقد أن التعيين كان يحمل في طياته جانبا رمزيا أيضا في مجال محدد جدا، يتعلق الأمر بالثقافة. وكانت حينها كثير من الانتقادات التي كانت تردد أنه من غير الممكن ان تعين امراة من أصول مغربية و إسلامية وزيرة للثقافة ببلجيكا..كان التعيين يثير خوف بعضهم على كل حال.
يورونيوز: **وكيف تصفين علاقتك بالمغرب؟**
الوزيرة فضيلة لعنان: المغرب يعتبر موطن والديّ، حيث ينحدران من مدينة بني سيدان بالناظور فكلاهما من الريف. لكن ينبغي القول إن والديّ هاجرا حين كانا صغيرين، حيث ضربت المجاعة المنطقة حينذاك فهاجرا نحو الجزائر.ومن الجزائر هاجرا صوب بلجيكا. لذلك تربطني علاقة خاصة بالمغرب. فهي موطن مسقط رأس عائلتي. وحين أسافر إلى المغرب أشعر أنني بفي بيتي. ولكن في الوقت نفسه أنا ولدت في بلجيكا، وأشعر أنني بلجيكية، فأنا في حالة تقاسم انتماء حيث تلقيت تربية عربية وإسلامية وريفية وفي الوقت نفسه لدي ثقافة بلجيكية و بالتالي بلجيكا هي التي شهدت ميلادي وهي التي علمتني ونشأت بها وعملت والآن أشغل مناصب مسؤولية وتنفيذية.
وسألنا الوزيرة البلجيكية، هل إن الانتماء لثقافتين يسهم فعلا في بناء تماسك اجتماعي قوي؟
الوزيرة فضيلة لعنان: عندما عينت في العام 2004 كوزيرة للثقافة كنت أشعر بأن حالة افتخار تنتاب الجالية المغاربية بشكل عام و كذا المغربية على وجه الخصوص حيث كنت أمثل بالنسبة لهم رمزا حيث إنهم كانوا يقولون في قرارة أنفسهم إذا ما نجحت فضيلة لعنان في أن تصل إلى ما وصلت إليه فذلك يعني أن أبناءنا بإمكانهم أن يبلغوا ما بلغته فضيلة.لقد كانت المسؤولية كبيرة وثقيل حملها على كاهلي.. لقد حرصت على أن أكون مصدرا للافتخار بنفسي ومن أجل ذلك عملت دونما كلل من أجل أن أقوم بشيء ما يكون مصدر اعتزاز الجالية المغاربية في بلجيكا. كما كنت أطمح إلى أن أكون موئل فخار والديّ وهما أميّان .. كانا يشعران بحالة زهو وفرح بأن أشغل مناصب مهمة .
بلجيكا بلد متميز فعلا بالنسبة للمواطنين من أصول أجنبية، حيث إنها تمنح الفرص العليا لمن ينجح في دراسته و لمن يثابر في عمله ويستثمر في العمل من أجل المجتمع.. في بليجكا يمكننا الوصول إلى عظمة المطلوب. أحيانا بفضل مساعدة شخص ما، أما أنا فمدينة للسيد ايليو دي روبو فهو الذي يعود له الفضل في ان حملني من دائرة المجهول إلى عالم الشهرة يتحقق. واعتقد أن ما وصلت إليه يمكن لشباب آخرين بلوغه. تلك هي الرسالة التي أريد أن أقدمها للشباب ومفادها أن كل فرد يمكنه أن يحقق نجاحا بالمثابرة في العمل والمواظبة في أداء الواجب وحين لا ننتظر من السماء أن تمطر ذهبا دون كد وجد.
يورونيوز: هل أنت راضية عن أساليب إدارة أزمة اللاجئين في أوروبا وفي بلدك بلجيكا؟
الوزيرة فضيلة لعنان: يحذوني غضب شديد حيال الحكومة الفديرالية البلجيكية وأساليب تسييرها لمسالة الهجرة والتعامل مع أولئك الذين فروا من الرعب والترهيب والفقر والحروب في بلدانهم الأصلية. أشعر بخجل أنني بلجيكية عندما أرى كيف يعبر بعضهم في الحكومة الفدرالية عن مواقفهم بشأن قضية اللاجئين. فلنعلم جيدا أن اليوم يوجد سفينة وعلى متنها 230 مهاجرا عالقة في المياه الدولية بالبحر المتوسط و لا يقبل أي بلد أوروبي استقبلهم. أنا في حالة صدمة فعلا، أنا من المدافعات عن حقوق الإنسان وكي أفهم جيدا كيف يمكن أن نترك أناسا لوحدهم وحياتهم في خطر.أداء حكومة السيد شارل ميشال غير مقبول، فهو يخفي جوانب كثيرة وقضايا عدة بسياسته اللبيرالية واليمينية التي تعمل على سحق الضعفاء عبر استخدام وسيلة التخويف من الأجانب من خلال تصويرهم كأنهم مصدر خطر للأمة. ويمثل ذلك بالنسبة لي مشكلة عويصة فعلا، وأشعر أنني في حالة حرب يومية أمام كل أصناف هذه التوجهات السياسية.
وسألنا السيدة فضيلة لعنان عن حظوظ الحزب الاشتراكي في الانتخابات المقبلة؟
الوزيرة فضيلة لعنان: سوف نبذ كل ما أوتينا من قوة من أجل إبلاغ قيمنا التي ندافع عنها تماما كما نفعل دوما أثناء الحملات الانتخابية وأتمنى أن يتمكن الموطنون من التفريق ما بين البرامج ما بين الذي أنجزته الحكومة الفدرالية وما بين ما يمكن أن ينجز حين يكون الحزب الاشتراكي حاضرا في دواليب السلطة جميعها. فإنني سوف أبذل قصار جهدي وبمعية رفقائي في الحزب، في الميدان حتى ولو أنني لم أترشح للانتخابات في بلديتي بأندرليخت فسوف أقدم يد المساعدة إلى كل زملائي عبر مختلف البلديات من أجل تبليغ قيمنا حتى نمكن حزبنا الاشتراكي من الظفر بالانتخابات
يورونيوز